الاستقالة التي قدّمها العضو الجامعي المكلف بالمسابقات بمختلف أنواعها (بطولة وكأسا) جلال بن تقية والمعروف بحركيته وهدوئه جاءت لتؤكد أن المكتب الجامعي يعيش التمزقات منذ بدايته حيث كانت الاستقالة الأولى لرضا عياد منذ الأسبوع الأول لصعود المكتب الجديد قبل أن تتعزز باستقالة رئيس الجامعة نفسه الطاهر صيود ثم أخيرا وبعد أيام قليلة فقط من بروز الفشل وعدم التأهل للمونديال جاءت استقالة جلال بن تقيّة ليصبح ربع المجموعة المتركبة من (12) عضوا خارج دائرة المكتب الجامعي. وحسب جلال بن تقية نفسه فإن استقالته التي كان يفكر فيها منذ مدة غير قصيرة وعدل عنها حتى لا يزيد في عمق الجرح ويعكر الأجواء ولا يبعثر الأوراق أمام الاعدادات والاستعدادات لفريقنا الوطني لتصفيات المونديال... مضيفا ل«الشروق» أنه وبعد النكسة كان يدعو للاسراع بعقد اجتماع طارئ والنظر في أسباب الخيبة لاتخاذ الاجراءات الضرورية التي يجب اتخاذها غير أن دعوته قوبلت باللامبالاة بتعلة أن وديع الجريء في الجزائر مع منتخب الأصاغر وأحمد علولو في أنغولا لحضور عملية قرعة «الكان» وفاروق الغربي في رام ا& رفقة المنتخب الأولمبي والبعض الآخر له التزاماته المهنية وبالتالي فإن الاجتماع لن يكون الا يوم الاثنين المقبل... قبل ابلاغه بأن هذا الموعد أيضا قد يتأجل بسبب سفر محمود الهمامي الى الخارج لمهمة أخرى حسب تأكيد الكاتب العام للجامعة رضا كريم الذي طلب منه حسب تأكيده انتظار مكالمة هاتفية لحضور الاجتماع اذا استقر الرأي على عقده... وعندها فقط لم يتردد بن تقية في تقديم استقالته على الرغم من أنه كان سيقدمها قبل تحول منتخبنا الوطني الى الموزمبيق حين لم يكترث رئيس الجامعة الى مقترحه المتمثل في الاستجابة لبعض رؤساء الجمعيات والوجوه الإعلامية والشخصيات الرياضية لمرافقة المنتخب الى «مابوتو» ولو على حسابهم الخاص في الوقت الذي كان الاتفاق على ذلك قد حصل منذ مدّة. وقد أضاف بن تقية ل«الشروق» قائلا: «وا& فاض الكأس بعد احتكار مجموعة معروفة في المكتب للمسائل الجوهرية في العمل التسييري وحرص هذه المجموعة على «تغييب» وتهميش الآخرين على الرغم من أنه «كوارجي» سابق في الترجي ومسيّر قديم له من التجربة الكبيرة ما يؤهله لتقديم الاضافة فضلا عن معرفته الذي يشهد بها القاصي والداني لكرة القدم بكل تفاصيلها القانونية وغيرها...». مشيرا الى أن استقالته كانت جاهزة منذ مدة وكان سيقدمها حتى وإن تأهل المنتخب للمونديال نتيجة لتلك الاقصاءات التي لا مبرر لها ولحرص بعض الأطراف على برمجة الأشياء حسب مزاجهم وعلاقاتهم بالأشخاص مقابل إشعاره في آخر اللحظات بتعويض «فلان» أو «فلتان» الذي رفض السفر الى بعض البلدان التي لا تروق له مؤكدا أنه كان مع ذلك منضبطا ويخشى أن يتحول فريق وطني من الأصناف الأخرى الى بلد ما دون مرافقته من قبل عضو جامعي ولذلك فإنه يلغي كل التزاماته في تلك الفترات القصيرة جدا ويستجيب للقرار المتخذ في آخر لحظة حتى على مستوى المشاركة في الحصص التلفزية أو الندوات والملتقيات لتمثيل الجامعة. ما بُني على باطل... فهو باطل ولأن «الشروق» كانت تتابع كل تحركات وجزئيات تفاصيل نشاط المكتب الجامعي قبل الجلسة العامة الخارقة للعادة ليوم 16 مارس 2007 والتي بموجبها وبتعلة مناشير الفيفا تم حل المكتب الجامعي الذي صعد يوم 5 أوت 2006 والاعداد للجلسة العامة الانتخابية ليوم 5 ماي 2007 التي تم رفض قائمة علي الأبيض التي ضمت الى جانبه كلاّ من الدكتور الهاشمي الوحشي وقيس بن حمادي وفتحي بن يوسف وجمال الدين المهيري والهادي الإخوة ومحمد الكيلاني والأستاذ الشاذلي الحسني وشهاب الخياري وفتحي خواجة وهند الشاوش وعزيز ذويب لأسباب واهية قيل إنها «قانونية» قبل الضغط على أحد العناصر منها لسحب ترشحه حتى تبقى قائمة واحدة وهي قائمة الطاهر صيود التي يؤكد أكثر من طرف أنها تضم عناصر لا تتوفر فيهم الشروط ولكنهم كانوا «مسنودين» تماما مثل كل أعضاء تلك القائمة ليتضح أن ما بُني على باطل فهو باطل خاصة أن أعضاء هذه القائمة لم يكونوا منسجمين منذ البداية وتجلى الأمر حين تم بعث لجنة التصرف التي سحبت البساط من بقية أعضاء المكتب الجامعي.