قد نخسر الكلمات نعم... نعم قد نخسر الصوت أيضا لكننا نقول، الآن وفي هذه الظرفية بالذات بصوت عال نعم لفوزي البنزرتي لأنه الوحيد القادر على ترميم ما تم تهشيمه من قبل فلسفة كويلهو، الذي لم يكن ولن يكون الرجل المناسب لمنتخبنا التونسي حتى وإن كان أفضل مدرب أنجبه التاريخ. فلطالما سمعنا العديد يتشدقون بمقولة أن الشارع الرياضي لا يفهم كثيرا كرة القدم ولا نحلل سوى في إطار انتماءات عاطفية ضيقة لكن والحقيقة تُقال إن نكسة مابوتو جعلتنا نسلم جزافا بأن أبسط المواطنين التونسيين فقها في كرة القدم بإمكانه تجاوز عقبة الموزمبيق وان لم يكن ذلك بالتكتيك والخطط الفنية فإنه سيكون بحب الوطن والغيرة على سمعة تونس الحبيبة. ولعل ما زاد في حرقة ولوعة كل تونسي يتمثل أساسا في مشاهدة المنتخب الجزائري يلعب بتلك الروح القتالية وتحت إشراف إطار فني جزائري يعبر عقبة بطل افريقيا مرتين متتاليتين لا لشيء وإنما لأنهم عوّلوا على «ابن البلد» الذي يفهم مطالب الجمهور. أمّا الآن وبعد أن حصل ما حصل وبعد تبعثر كل الأوراق واندثار أحلامنا في المونديال لا يجب علينا أن نقف «كحمار الشيخ في العقبة» بل أن نتجنّد جميعا للخروج من مستنقع كويلهو والحلّ سهل وبسيط وهو أخذ العبرة من الآخرين كالجزائر ومصر اللذين لقنا الجميع درسا في حُب الوطن. إذن فباسم الشعب، بسم النجمة والهلال لا تُبعثروا حُلم التونسي فمن حقه أن يحلم ولو لمرة واحدة بتحقيق ما يريده وليس ما تريده مكاتب الجامعة فاعطوا الفرصة للسيد فوزي البنزرتي لأنه سيخدم الوطن بكل ما أوتي من علم كرة القدم وسيرجع كل الأمور الى نصابها وتاريخه الزاخر خير دليل على ذلك فأينما حطّ هذا الرجل بانت لمساته فانظروا كيف أعاد البريق والمكانة الحقيقية للترجيين، لأنه مدرب «كاريزماتي وغيور» على عمله فما بالك ان تعلق الأمر بعلم تونس. الكل متفق حول فوزي البنزرتي من فنيين ومدربين وجمهور رياضي وما بقي على الجامعة التونسية لكرة القدم سوى تلبية هذا النداء الوطني لأن البنزرتي لن يتقاعس عن خدمة تونس حتى وإن تعلق الأمر بمستقبله مع الترجي الرياضي الذي بدوره لن يقول لا لصوت الوطن ومحطة بتشنزاك دليل قاطع على ذلك. والاجابة سهلة و«بسيطة» عن سبب الاجماع حول فوزي البنزرتي لأنه لا يلعب أمام منتخب موزمبيقي لا يملك في سجلّه سوى ثلاث مشاركات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم من أجل اقتلاع نقطة التعادل، ولأن ما عودنا به هذا الرجل أنه لا ينظر الى الوراء بل يهتم فقط بمبارياته ولا يريد سوى الانتصارات بعيدا عن انتظر الهدايا والركوب على الأحداث وما يعجبنا في شخصيته أكثر هو تثبيت قدميه على أرض الواقع ولا يُحلق في فضاءات الخيال وهذا ما نريده كتونسيين. فبربكم يا أعضاء الجامعة وسلطة الإشراف لا تتركوا الفرصة تمر واعطوا كل ذي حقّ حقّه لكي لا نبقى «كالأطرش في الزفة» لأن أقدم على فعله الغرباء من كرتنا وعن عقليتنا حتى بعد المباراة من تصريحات اتسمت بالبرود ولم تدل على التأثر أو الاعتذار لشعب مهّد لهم كافة سبل النجاح كاد يمرض الأغلبية بالسكري في يوم احتفل فيه العالم بمقاومة مرض السكري عفانا وعفاكم ا& لأن التونسي يحب الوطن ويريد أن يراه بطريقة مغايرة للآخرين الذين تحكموا في مصير منتخبنا. وسام حمدي