في حالة غير مسبوقة، افتقد «العلوش» بصفاقس ليلة العيد مما اضطر العديد من العائلات إلى اقتناء الأضحية بضعف سعرها الحقيقي حتى أن بعضها بيع قبل صلاة العيد ب600 دينار أو حتى أكثر من ذلك بقليل. ارتفاع الأسعار وافتقاد «العلوش» بأغلب أسواق صفاقس لم يكونا منتظرين بالمرة بعد أن فاق الطلب العرض بشكل كبير مما جعل الباعة والتجار يفرضون أسعارا مرتفعة جدا انحنى أمامها المستهلك واقتنى أضحيته بسعر مرتفع وغير مسبوق تماما . و حتى نقرب الصورة من الأذهان نشير إلى أن «العلوش» المقدّر سعره في العادة ب250 دينارا بيع ب400 دينار ليلة العيد بعد أن تهافت أرباب الأسر على الأضحية المفقودة بشكل تام تقريبا بأسواق صفاقس التي سجلت طلبا فاق العرض بكثير . الخرفان الصغيرة والتي لم تجد في الأيام الأولى التي سبقت العيد إقبالا تحولت ليلة عيد الإضحى وفي يوم «الوقفة» إلى سلعة مطلوبة بعد أن غابت الخرفان المطابقة للمواصفات الشرعية ، وقد اضطرت العديد من العائلات لاقتنائها للقيام بالسنة الشرعية المؤكدة وفق تعاليم ديننا الحنيف. غياب الأضاحي عن الأسواق تحول إلى حديث القاصي والداني بصفاقس يوم العيد ومع تبادل التهاني، ويشير بعض الملاحظين والعارفين بالأسواق إلى أن «القشارة» لعبوا دورا كبيبرا في الترفيع في سعر الأضاحي بعد ان اعتمدوا على هواتفهم الجوالة للتنسيق فيما بينهم لفهم آليات وأسعار كل سوق من أسواق صفاقس ، كما فضل البعض منهم رفع سلعه إلى أسواق أخرى بالولايات المجاورة ، وتحول بعض الفلاحين بذلك إلى تجار يتحكمون في سعر الأضحية قبل ساعات فقط من موعد النحر بعد أن تواصل فتح الأسواق حتى صلاة العيد . ومع دور بعض التجار الممزوج بالجشع والمضاربة ، لاحظ العارفون بالأسواق ندرة في «علوش» العيد وهو ما جعل العديد من المواطنين يتساءلون عن دور مصالح تربية الماشية التي لم تقدر بشكل صحيح احتياجات ولاية يؤمها مليون ساكن تقريبا ولم تتدخل الجهات المعنية في الوقت المناسب لتعديل الأسعار بتوفير الإحتياجات الحقيقية للأضحية . أسئلة كثيرة طرحت على ألسنة الأهالي الذين لم يقتن بعضهم الأضحية التي رغبت نفسه فيها واضطر لشراء علوش أو « فطيمة» لا يرتقي إلى مستوى تطلعاته وميزانيته الحقيقية ، وقد شملت مجموع هذه التساؤلات الدور الحقيقي لمنظمة الدفاع عن المستهلك التي كان من المنتظر أن تقوم بدور كبير بمناسبة العيد. وفي المقابل ، وخلافا للسنوات الفارطة ، لم تسجل صفاقس سرقات من المنازل لعلوش العيد ويعزى ذلك بالأساس إلى الدور الأمني الكبير لإقليم صفاقس الذي قام أساسا على مراقبة كل الطرقات والشوارع بحواجز تم تركيزها بكل مداخل المدينة حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت صلاة العيد وموعد النحر . الدور الكبير للجهات الأمنية تحول هو الآخر إلى موضوع رئيسي لأحاديث الأهالي الذين ثمنوا هذا المجهود في جهة كانت تسجل كل عام سرقات بالجملة لعلوش العيد.