ذكرت إحدى الصحف العراقية الالكترونية التي تصدر من بغداد أن المخابرات الأمريكية بدأت منذ أيّام في مفاوضات مباشرة مع مقربين من نائب الرئيس العراقي عزّت الدوري الذي يتولى قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أن تم إلقاء القبض على الرئيس الشهيد كما يتولى قيادة الفصائل المتحالفة مع حزب البعث من أجل تحرير العراق. وذكرت الصحيفة أن المفاوضات تهدف إلى إيجاد صيغة لعودة البعثيين من أجل إضفاء المصداقية على العملية السياسية المعطلة ووضع حد للمقاومة المسلحة من أجل تأمين حياة الجنود الأمريكيين وضمان انسحابهم من العراق بلا خسائر بشرية. وأضافت الصحيفة أن هذه المفاوضات هي سرّ التصعيد غير المسبوق الذي أعلنه رئيس الوزراء في العراق المحتل نوري المالكي ضد سوريا باتهامها بإيواء قيادات بعثية تتفاوض الآن مع المخابرات الأمريكية. ويذكر أن عددا من قادة الفصائل والتحالفات السياسية مثل إياد علاوي والمطلّك وطارق الهاشمي يعملون من أجل استقطاب البعثيين لإعادة رسم الخارطة السياسية في العراق وقد تعرضت مبادرات الثلاثي علاوي والهاشمي والمطلك إلى حملة صحفية من وسائل الإعلام الموالية للمالكي وأنصاره ومن دخلوا على ظهور الدبابات الأمريكية بتهمة إحيائهم لحزب البعث وضمان عودة البعثيين إلى المشهد السياسي. ولم تذكر الصحيفة موقف الدوري من المفاوضات مع الجانب الأمريكي ولكنّ هذه المفاوضات تكشف عن المأزق الأمريكي العسكري والسياسي وغياب حلول عملية دون عودة البعثيين الذين يتحكمون في جزء كبير من المشهد العراقي على أرض المعركة. فهل تعني هذه المفاوضات أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تفقد الثقة في أعوانها وتغيّر رهاناتها؟