تحدّت طهران الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعلانها خططا لبناء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم وقالت إنّ هذه الخطوة جاءت بمثابة «الرد الحازم» على القرار الغربي الأخير بتوبيخ إيران، لكن هذا التطور زاد من قلق الغرب الذي هدّد مرة أخرى بفرض مزيد من العقوبات. فقد قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إن «قرار إيران بإقامة عشر منشآت نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم يعتبر الرد الحازم على الإجراء الذي وصفه ب«غير اللائق الذي تبنته دول مجموعة «5+1». تحدّ إيراني وأشار صالحي إلى أنه تم تحديد مواقع بناء خمسة من هذه المنشآت داخل مناطق جبلية وذلك بأمر من الرئيس محمود أحمدي نجاد موضحا أن كل موقع من هذه المواقع بإمكانه أن يوفّر وقود محطة كاملة كمحطة بوشهر النووية. وأضاف صالحي الذي يشغل أيضا منصب مساعد رئيس الجمهورية للشؤون النووية «نحن ننوي إنشاء المراكز الخمس الأخرى في مناطق مختلفة من البلاد». وأكّد أن طهران تعاونت مع الآخرين لبناء الثقة لكنها مع الأسف واجهت الرد الأخير من قبل مجموعة 5+1، مشدّدا في الوقت ذاته أن بلاده لن تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء وأنها ستواصل التزاماتها الدولية خاصة في ما يتعلّق بمعاهدة الحد من الانتشار النووي. من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس أنّه لا يزال بالإمكان تسوية أزمة الملف النووي الإيراني عن طريق الديبلوماسية. وقال لاريجاني في مؤتمر صحفي عقده في طهران أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة ديبلوماسية وأن من مصلحتهم (الغرب) انتهازها مضيفا أن بلاده ستواصل أنشطتها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبر لاريجاني أن قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منشأة قم يدعو إلى الاستغراب مؤكدا أن محادثات إيران مع الوكالة كانت إيجابية لكن الغرب يستخدم سياسة العصا والجزرة. قلق وتحذير في الأثناء أبدت روسيا قلقا شديدا من خطط إيران لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم وقال مصدر في الخارجية الروسية قوله إن موسكو قلقة للغاية من التصريحات الأخيرة للقيادة الإيرانية. وكانت روسيا قد دعت طهران إلى الرد بجدية على الإشارة التي يحاول المجتمع الدولي أن يبعث بها من خلال قرار التوبيخ. من جانبها حذّرت ألمانيا أمس إيران من أن أي محاولة لبناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم ستلقى عقوبات دولية أشد وطأة. وقال وزير الخارجية الألماني غيدوفيستر فال في بيان إن الأمر الواضح هو أن إيران ترفض اليد الممدوة إليها وعليها أن تتوقّع عقوبات أشد. وأضاف الوزير الألماني أن على إيران أن تدرك أن صبر المجتمع الدولي له حدود داعيا طهران إلى العمل بالتعاون مع السلطات الدولية المكلفة بالملف النووي والوفاء بتعهداتها الدولية دون تسويف ولا شروط.