ما دام كل من هبّ ودبّ يتحدث كرة، فدعوني أتحدث كرة واعذروا لي أميتي وجهلي بأبجدية لغة الأقدام، تلك التي لا أعرف لها جملا فنية. ولا تكتيكية.ولا أفقه لها شرحا ولا اعرابا يا كابتن سوى أن الحكم هو الفاعل والمفعول به في كل جملة. وفي جميع الحالات عند أهل النحو وتصريف الأحوال، ولكن هذا لا ينفي أنني أعرف لغة الأقدام عند الدواب ذات الحوافر الصلبة كالخيول والبغال والحمير. وهي العفس والرفس عند الهجوم والصك والركل والعضّ عند الدفاع... في غياب القيد أو إذا طالت وتمددت وتمغّطت حبال رباطها. حديثي عن الكرة لا يخص ذاك الذي يلعب ليرفع راية الوطن ولا ذاك الذي يلعب بالوطن، ولا أولئك الذين يلعبون بالأخلاق الأم. ولا أولئك الذين يدنسون اللغة الأم واللهجة الأم. ولا الذين يرون بأمهات أعينهم حوافر البغال المصفحة تدوس صلة الرحم الناعمة، ولا أولئك الذين «يُشمرخون» المدارج ولا أولئك الذين «يُفوسكون» الملاعب فتنفجر العلاقات بين الفرد والفرد، وبين المجموعة والمجموعة فقط ويصبح رأب الصدع من أمهات القضايا. أواه يا أمّاه. قضيتي الأم ليست لغة الأقدام ولا فكر الأرجل. ولا عقل السيقان ولا صلابة الحوافر ولا جمود الصفائح. وإنما هي مجرد البحث عن جواب لهذا السؤال الوارد من «أم الكليل» التونسية. و«أم البواقي» الجزائرية. و«أم درمان» السودانية. والقائل: انتهى «الطرح». أما آن الأوان لعيد الأمهات.