إنه لمن تحصيل الحاصل أن نعترف بكل شرف واعتزاز بأن «الستاغ» و«الصوناد» هما في طليعة مؤسساتنا الوطنية الجمّة خدمة للمواطن، وأكثرها وأشدها التصاقا به على الدوام. ومن ينكر عليهما ذلك فهو جاحد للنعمة. والحق والواقع خاصة بعدما غطّت شبكة المياه الأرض. وشبكة الكهرباء السماء.. متحديتين قساوة التضاريس سهولا وبطاحا وأودية وفجاجا وجبالا. ناهيك أننا «طلعنا الماء للصعدة» في أكثر من موقع ضخّا بالكهرباء طبعا. ذاك الكهرباء الذي اعتلت أعمدته قمم الجبال الرواسي وأعلن من علو أعشاش الكواسر من الطيور الجوارح. وتلك نعمة ونعيم حتى وإن ادعى بعضهم في بعض المناطق النائية قلة الماء وإنهم يعيشون على الري قطرة قطرة في مواسم الحر. وادعى غيرهم من نفس المواقع أن «الضوء عندهم لا يضرب من يمسّه ولا يسمع حسّه» لوصوله إليهم ضعيفا ناعسا منهوك القوى. قسما بالماء الذي لا حياة من دونه، وبالضوء الذي يزيح الضباب والظلماء عن كل عين بصيرة. ان أكثر «الموازيب» وأوسع القنوات هي تصبّ المال العمومي صبّا في انجاز المشاريع المائية والضوئية رحمة بالخلق وبالتالي لا جدال في أسعار الماء والضوء ان ارتفعت في الفاتورة عند الملايين ممن ودعت حناجرهم العطش. فلا أحد يعرف ثمن الماء وقيمته إلا أولئك الذين شربوا من حفر حوافر البغال. ولا أحد يعرف قيمة الضوء إلا أولئك الذين سكن الظلام بيوتهم وعيونهم. ولكن ما هو مطلوب عندهم وعند كل المنخرطين في «الستاغ» و«الصوناد» أن ينسحب حرص وإصرار الشركتين على إصلاح شبكات التزويد على شبكة المعاليم القارة وهي متحركة والمعاليم المتحركة وهي قارة خاصة وأن أصواتا عالية باتت تنادي بوجود «فويت» في هذه الشبكة وبأن لا علم. ولا تعليم لهم في علوم المعاليم فرضا، وسنّة وقياسا، فهل من خط أخضر للنجدة!؟؟