بينما أنا ككل امرئ تونسي لا شغل شاغلا لي هذه الأيام سوى التفكير في علوش العيد. والفريق الوطني لكرة القدم ما فارقت ذاكرتي تلك الحكاية الشعبية حول التيس والعنزة والخنزير. والتي تقول: إن تيسا ملأ الغابة «لبلبة» ورددت الكهوف والفجاج صدى صياحه. وهيجانه، وعفسه، ورفسه، وهو يطارد عنزة في موسم التزاوج. فلن تجد المسكينة بدّا من أن تحتمى من بطشه بخنزير كان يرعى بالجوار. فحماها وهدأ من روعها ثم سألها قائلا: كم تنجبين في المولد الواحد بعد كل هذه «الشوشرة» وكل هذه «اللبلبة» الصاخبة؟ أجابت جديا واحدا في العادة. واثنين في أقصى الحالات. فابتسم ساخرا وهو يسألها ماذا كان يفعل تيسك هذا إذن لو كان مثلي ينجب «طزينة» دفعة واحدة في المولد الواحد؟ لست أدري أية علاقة لهذه القصة الشعبية ب«علوش» العيد والفريق الوطني حتى أتذكرها في هذا الموضع بالذات؟ ربما العلاقة تكمن في تلك «اللبلبة» و«البعبعة» الصاخبة التي كان يعيش على وقعها ذاك الفريق إلى أن أتاه المخاض فتمخض فولد جرو قردا موزمبيقيا مضحكا. أو ذاك الصخب من التأكيدات على أن سوق الأضاحي حبلى بفائض من الخرفان إلى أن أتاها المخاض فولدت جراء قرود موزمبيقية هي الأخرى في جلود خرفان حاشا خليقة الرحمان. سعر الجرو منها بسعر دبّ قطبي. أما علاقة «علوش» العيد بالفريق الوطني فتكمن في أكثر من صفة مشتركة يتقاسمانها بالتساوي خاصة في هذه الأيام بالذات فكلاهما لا أحد يدري إن كان بين يدي مربّ منتج كريم. أم بين يدي «قشار» مفسد لئيم. وكلاهما عرضة للذبح والسلخ. وكلاهما «يأكل» و«يبعبع» في نفس الوقت وكلاهما. أولا وأخيرا ضحية.