سُنّة حميدة دأبت عليها الجمعية الوطنية لصيانة الروح الرياضية مع كل حدث رياضي بارز من خلال محاولتها اعلاء صوت الروح الرياضية رغم كل اعتبار. الحدث كان هذه المرة أعمق من حيث التأثير وأكبر من حيث التجسيد فالجمعية حاولت رأب الصدع قدر الامكان قبل مباراة الدربي تجسيما لروح التآخي بين الجارين وقد تم الاختيار الأمثل بتكريم بعض رموز الترجي والافريقي وهما عبد الحميد الكنزاري والهادي البياري في لقطة عبّرت أن مدّة ساعة ونصف تبقى حدثا عابرا في حياة الاخوة وقد كان ذلك أمس بمقر الجمعية بالمنزه. ماذا قال الكنزاري؟ أشكر الجمعية على هذه البادرة الطيبة في هذا الوقت بالذات لأنها ستذكر الجميع أن الروابط الأخوية بين الافريقي والترجي تبقى أعمق لأنني شخصيا كسبت من كرة القدم حب الناس والعلاقات الوطيدة التي جعلت الترجي والافريقي يتنافسان على مر التاريخ لكن العلاقة الاخوية تبقى سائدة والرسالة هنا مضمونة الوصول لجميع الأندية لترسيخ التحابب اولا وأخيرا ونريد أن نوصل نفس الرسالة لجماهير الترجي والافريقي بخصوص مباراة الغد التي نقول: أنتم إخوة على الدوام. ... وماذا قال البيّاري؟ ما قامت به الجمعية اليوم هو مجهود كبير ودرس للجميع وخاصة اللاعبين المطالبين بالاصرار على تماسك العلاقات الاخوية بينهم في وقت طغت فيه المادة وسمحت بالتصدّع أن يطال علاقات الاخوة وهو ما يفسّر ما حصل في الآونة الاخيرة، الترجي والافريقي «جيران» والتاريخ يؤكّد ذلك وحتى لقاءات الدربي كانت مناسبة بالنسبة لنا لمزيد التقارب ونحن الى اليوم الاصدقاء وهو ما يجسد تواجدي الان تلبية لدعوة صديقي عبد الحميد الكنزاري التي لا يمكن الا أن ألبّيها. البرنامج متواصل السيد العياشي البوسي المكلّف بالاعلام في الجمعية الوطنية لصيانة الروح الرياضية أكّد للشروق أن البرنامج سيتواصل يوم المباراة من خلال تعليق لافتة عملاقة تحمل شعار: الافريقي والترجي جيران وفي الدربي ديما وخيّان الى جانب القيام بلوحات استعراضية مع توزيع 40 ألف مطبوعة تحسيسية على الجماهير وتكريم عبد الحميد الكنزاري والهادي البياري في الملعب قبل بداية المباراة مع العمل على حث الجماهير الحاضرة للتحلي بالروح الرياضية من خلال التنشيط الخاص بالاذاعة الداخلية والهدف هو انجاح هذا العرس. * محمد الهمامي * الهادي البياري: الى متى سينصفنا الحظ؟ الدربي بين الترجي والافريقي كغيره من الدربيات الكبرى في العالم ينتظره الجميع ويبقى خالدا في ذهن الكثيرين وبالنسبة لي أحتفظ بتلك الذكرى الرائعة في المباراة التي فزنا فيها على الترجي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة وقد كانت مباراة من دون حضور الجمهور ما جعلني لا أنسى ذلك اللقاء أننا لعبنا حينها من دون ضغط وبكل أريحية، فقد كنا نسجل في تلك المباراة كلما أردنا ذلك حيث كنا نتحدث لبعضنا البعض ونقول: «فلنسجل من هذه الجهة» وقد كان لنا ما أردنا فكنا نقرر حينها ونفعل ما نعزم عليه وإذا لم تخني الذاكرة كانت تلك المباراة في موسم 1978 1979وكلما يقترب موعد «الدربي» ينتابني إحساس غريب، فأحسّ بنفس شعور اللاعب ونفس شعور الجمهور، حيث تختلط المشاعر بين الخوف والفرح والضغط.. بخصوص هذه المباراة ليس في وسعي التكهن بنتيجتها ولا يستطيع أحد فعل ذلك بالرغم من اختلال التوازن بين الفريقين لكن هذه اللقاءات تلعب على الميدان ولا دخل للأرشيف أو الأرقام أو الاحصائيات فيها. كل الأمور ستتغير على الملعب في هذه المباراة ويبقى إشكال الافريقي الوحيد هو خط الهجوم الذي يفتقد للتنشيط اللازم والديناميكية والحركية التي تجعل من الأهداف نتيجة طبيعية للعمل الذي تقوم به المجموعة وهنا لا يجب أن نحصر عملية التهديف في المهاجمين لأنها عملية جماعية يساهم فيها الجميع مثل وسام يحيى وخالد المليتي خاصة بعد تراجع مردود العكروت المطالب أولا بإنقاص وزنه وعدم تعويل المدرب على صانع ألعاب صريح قادر على إحداث الفارق وتغيير نسق اللعب. كل هذا جعل الافريقي يسجل في الوقت بدل الضائع وأصبحت عادة لصيقة بهذا الفريق وكثيرا ما وقف الحظ الى جانبنا ولكن الى متى؟ وهنا يبقى اللاعبون مطالبون بتقديم المزيد من أجل الوصول الى مرمى فريق ليس ككل الفرق فهو الجار اللّدود الترجي. عموما أرجو أن نتمتع بمباراة كرة قدم راقية تكون في حجم وسمعة الفريقين وفي قيمة حدث الدربي لأن الجميع ينتظر فرجة ممتعة عشية السبت لكي يروّح الجميع على أنفسهم ويتنافس الفريقان بشرف طيلة تسعين دقيقة ثم يعود الجميع أصدقاء وتترافق جماهير الفريقين في العودة من رادس. محمد * عبد الحميد الكنزاري: التكهن بنتيجة «الدربي» ضرب من الجنون مباراة الدربي لها طعم ومذاق خاص بالنسبة لي فهو حافل بالذكريات التي لا يمكن أن أنساها لعل أبرزها انتصارنا على الافريقي في موسم 1979 1980 بهدف نظيف كنت قد سجلته بعد تسديدة رأسية من ضربة ركنية، قلت أنه انتصار بطعم خاص لأنه جاء بعد ما يقارب 4 سنوات لم نتمكن خلالها من الفوز على الافريقي منذ موسم 1975 1976، كما أننا أردنا أن نقدّم ذلك الفوز كهدية للمرحوم حسان بلخوجة الذي توفي قبل المباراة فتمّ تأجيلها لثلاثة أسابيع وتواصل تفوقنا على الافريقي منذ ذلك الوقت بداية من نهائي الكأس في صائفة 1980 بهدفين نظيفين من توقيع القوبنطيني وحسين فدو. ما يميّز دربيات أيام زمان هي العلاقة الوطيدة التي تجمع بن اللاعبين رغم قيمة الرهان المتمثل في اللعب على «المريول» وليس لكسب الأموال وشخصيا مازلت الى الآن أحتفظ بعلاقات طيبة مع الهادي البياري ولطفي المحايسي وخالد السعيدي وسليم بن عثمان وغيرهم. بالنسبة لدربي هذا الموسم لم يشذّ عن قاعدة صعوبة التكهن بنتيجته النهائية، شخصيا لعبت ما يقارب 26 دربيا ولم تكن لي القدرة في أي يوم من الأيام على التكهن بنتيجة دربي نعلم جميعا أن الترجي في أفضل حالاته، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تفوقه على جاره الافريقي الذي يبقى قادرا على فعل كل شيء في مباراة يغيب عنها التكتيك والحسابات الفنية لتتلخص في الرغبة في الفوز والحضور الذهني وخاصة التحضير النفساني. وفي خصوص دفاع الترجي أقول أنه شهد تحسّنا هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة خاصة بوجود زياد الدربالي وصيام بن يوسف فهما يمتلكان إمكانات جيدة لكنهما في حاجة الى المزيد من الوقت من أجل تحقيق الانسجام المطلوب بينهما هذا الأمر ينطبق على «هاريسون أفول» فالبعض بدأ يشكّك في إمكانياته هذه الفترة، لكنه صاحب فنيات عالية ولم يكن أساسيا في منتخب غانا بالصدفة ونحن نعوّل عليه لإيقاف زهير الذوادي في الجهة اليمنى لدفاع الترجي حيث سيكون الحوار ثنائيا بينهما على أشده وستحسمه إرادة اللاعبين فقط يجب على المحيطين به توعيته بقيمة المباراة وأهميتها وما معنى مباراة دربي.