بعد دربي العاصمة ومباراة جرجيس ستتواصل جولة الدربيات في مختلف الملاعب بحسابات متباينة لكنها تصبّ جميعا في ضرورة تحسين الأرقام خاصة لبعض الفرق التي لم يعد لها ما تخسر بعد أن وجدت نفسها تسابق الوهم في رحلة الجولات الفارطة.. وأولها مستقبل القصرين الذي خسر مباراة مهمة جدا منذ أيام جمعته أمام جمهوره بمنافسه الجرجيسي بما كلفه فقدان ثلاث نقاط ثمينة جدا والدخول في متاهات يبقى في غنى عنها خاصة في مثل هذا الوقت الذي يتنفس فيه الفريق من ثقب قصبة صغيرة جدا.. والأكيد أن تحوله اليوم الى قفصة سيمثل تحديا قد يكشف لنا الوجه الجديد للفريق بعد خروج المدرب كمال الزواغي ولو أن زملاء محمد التومي لن يجدوا «عساكر كرضونة» أمامهم بقدر ما سيجدون «رجالا» شعارهم الأول والأخير لا للتنازل عن أي نقطة وهو ما يرفع المبارة الى درجة القمة. قمة أخرى ستكون في القيروان بين «شبيبة» طائرة على جناح النتائج الوردية والوضعية المريحة وبين أمل حمام سوسة الذي تدحرج الى مرتبة لا تليق بأحلامه وطموحاته.. والأكيد أن اقتلاع نقطة في مباراة اليوم سيكون في صالح الضيوف فما رأي المحليين؟ الأولمبي الباجي سيكون هو الآخر في مهمة عسيرة أمام ضيف «ثقيل» قد لا يعترف بأنصاف الحلول لأنه يريد إعادة البسمة الى شفاه أحبائه ونعني به النادي البنزرتي.. وقد لا نذيع سرا عندما نؤكد أن المباراة لا تخضع الى منطق أسبقية أي طرف بل ستكون مفتوحة على الآخر.. نادي حمام الأنف والملعب التونسي سيكونان أمام حتمية الفوز لأن التعادل يهزمهما معا.. فالفريق المحلي يستعيد جمهوره لأنه سيلعب فوق أرضية ميدانه لأول مرة منذ أشهر طويلة ولا نظنه يفكر مجرد التفكير في إعادتهم خائبين.. فيما لا نرى «البقلاوة» تتنازل عن طعمها الحلو الذي تميّزت به هذا الموسم وهو ما سيجعلنا ننتظر لقاء رفيعا نتمنى من الأعماق ألا تفسده صفارة الحكم. آخر عرجون مباريات الأجوار سيجمع اتحاد المنستير بجاره النجم في قمة ساحلية ستكون ساحرة بكل تأكيد بالنظر الى ما يجمع الفريقين من ذكريات وأرقام شاهدة على عراقة هذا وذاك بما يعني أن لقاء اليوم لن يشذ عن القاعدة وسيكون فرصة للاتحاديين لتحسين أوضاعهم وأرقامهم قبل استفحال الأزمة.. في حين سيحاول النجم مزيد الزحف نحو المناطق الأمامية بعد أن فرك عينيه في الجولة الفارطة ووعد بالدخول في صلب الموضوع رسميا بداية من مباراة اليوم. أبو نضال حمدي المبروك (النجم الساحلي): «الدربيات» ترفض أي سيناريو مسبق سنؤكد للجميع أن النجم عائد للعب الأدوار الأولى في البطولة. الاتحاد المنستيري وبالرغم من الظروف التي يمر بها يبقى منافسا جديرا باحترامنا، لكن له عدة نقائص سنسعى لاستغلالها في لقاء اليوم لنحقق المطلوب ونضمن النتيجة التي نبحت عنها. لقاءات الأجوار لا تحتمل سيناريوهات أو تكهنات مسبقة وهناك حقيقة واحدة يفرضها الميدان وعطاء الفريقين طيلة ال 90 دقيقة ورغم ذلك فان ميزة لقاءات الأجوار لا تتغير ونكهة الدربي ستكون حاضرة بفضل الفرجة التي ستتوفر على المدارج وفوق الميدان من جانبنا ندرك حجم المهمة التي تنتظرنا اليوم وأهدافنا خلال هذه المباراة ويبقى هدفنا الأول هو الانتصار لارضاء أنفسنا وأحبائنا ولنثبت ان النجم قد استعاد جانبا هاما من توازنه. محمد رياض عمارة (لاعب سابق): سيناريو الموسم الماضي حسب الوضعية الحالية في الترتيب فان كلا الفريقين مطالب بعدم التفريط في نتيجة المباراة لأجل ذلك من الصعب جدا التكهن بالفائز في هذا اللقاء لكن ما هو واضح يدل على أن النجم الساحلي ينطلق بأسبقية معنوية بعد فوزه الأخير بثلاثية أمام قوافل قفصة في حين انهزم الاتحاد المنستيري في القيروان أمام شبيبة المكان. كل فريق له نفس النسبة المائوية في النجاح وما سيحدد النتيجة بالدرجة الأولى هي «الفورمة» التي سيكون عليها اللاعبون ساعة اللقاء وحضورهم الذهني. صحيح أن الانضباط التكتيكي وقدرة المدربين من حافة الميدان سوف يكون لها انعكاساتها على النتيجة النهائية وفي هذا السياق اعتقد ان الأولوية ستكون للمدرب خالد بن ساسي على حساب مدرب الاتحاد الذي لا يعرف منافسه كما يجب وتواجد الاتحاد المنستيري فوق ميدانه وأمام جمهوره غير كاف وحده لضمان الفوز لأن عدة عوامل تؤدي لها دور اضافي مثل هذه «الدربيات» لأجل ذلك ليس غريبا أن يعيد النجم سيناريو الموسم الماضي. باللطيفة رأي فنّي: المدرب العربي الزواوي: حظوظ متساوية «... مما لا شك فيه فإن المباراة التي ستجمع الاتحاد المنستيري والنجم الساحلي تعتبر فضلا عن انها «دربي» قوي، قمة ساخنة يمكن فيها انتظار التشويق والإثارة وذلك لما للفريق من قيمة واشعاع وخاصة بعد الصحوة التي سجلها الفريقان. خلال الاسبوعين الاخيرين اللذين برزت فيهما عملية التدارك الفعلي والرجوع الى النجاح أكثر لمصالحة الجمهور وبالتالي فإن هذا «الدربي» وبصفة موضوعية يرفض الاحكام المسبقة ويمنح التساوي على مستوى الحظوظ لتبقى النكهة خاضعة للاضافة التي يمكن ان يقدمها أحد أطراف الفريقين للخروج بنتيجة اللقاء. واعتقد ان المباراة ستكون تكتيكيا خاضعة لجاهزية اللاعبين وحسن توظيف الرصيد البشري ككل وايضا اللمسات الاولى عند مداعبة الكرة لمختلف لاعبي الفريقين خاصة ان للنجم لاعبين في وسط الميدان يستطيعون صنع الفارق فضلا عن خبرة المهاجم «سادات بوخاري» وطموح العكايشي من جهة وقيمة السيفي وسرعته الهجومية وايضا اندفاعه المفرط الى جانب زميله ماهر الحناشي في جهة أخرى والذي يؤهل المحليين للمباغتة في كل لحظة.. لتبقى المباراة بشكل او بآخر صعبة على الفريقين والحظوظ متساوية في ظل حرص كل طرف على تعزيز صحوته». علي الخميلي الحبيب بوزقرو (لاعب سابق بالاتحاد): لقاء صعب لقاء صعب على الفريقين بحكم مرورهما في الفترة الماضية بصعوبات ستجعل هذه المباراة تدور في كنف التنافس الشديد ونرجو ان لا نخرج عن نطاق الروح الرياضية العالية خاصة وأن لقاءات الأجوار تمتاز دائما بتقارب المستوى وبالغموض والتشويق لكنني انتظر رغم استفاقة النجم الأخيرة ان لا يفرط الاتحاد في هذه الفرصة السانحة لتحقيق انتصار يحتاجه الفريق لتحسين وضعه في الترتيب العام والابتعاد عن مواقع لا تليق به وتبقى الكرة بين أقدام اللاعبين المطالبين اليوم بالبذل والعطاء. المجريسي خالد هماني (الاتحاد المنستيري): سنؤكد جاهزيتنا لا أحد ينكر أن لقاء الأجوار الذي سيجمعنا بفريق النجم لقاء عسير على الجانبين وكل فريق مطالب بتحقيق نتيجة ايجابية يصالح بها أحباءه وأنصاره، ولكننا سوف لن نفرط من جانبنا في النتيجة النهائية لهذا اللقاء وسنسعى الى امضاء انتصار يخرجنا من المراتب الأخيرة التي رسبنا فيها والتي لا تعكس بأي شكل من الأشكال قيمتنا الحقيقية. لقاؤنا مع النجم سيكون المنعرج في موسم لن نرضى فيه الا بالعودة الى سالف تألقنا واشعاعنا.