حقوق الانسان لا تتجزّأ وهي حتى في إعلانها العالمي لا ترتبط فقط بحرية الرأي والتعبير والتنظم، إنما هي أشمل من هذا الحق بكثير وأعمق منه وهو ليس الا فاصلة من بنود كثيرة وليس الا نقطة في بحر. ومن حقوق الانسان حقّه في العيش الكريم وفي التنمية وفي توفير ظروف الحياة. وقد تميز نشاط الرئيس بن علي خلال هذا الاسبوع بزيارة أدّاها الى منطقة سيدي حسين لمتابعة تنفيذ البرنامج الرئاسي للنهوض بالأحياء الشعبية بالعاصمة وبعض المدن الكبرى والذي اقترن على إثر زيارة كان أدّاها الى المنطقة المذكورة يوم 7 فيفري 2007، حيث عاين حالة تلك المنطقة وشخّص نواقصها ثم أمر بوضع برنامج خاص بها يهم البنية التحتية والتشغيل ومجالات كثيرة أخرى. وقد قام الرئيس بزيارته هذه في غمرة الاحتفالات باليوم الوطني للتضامن الذي يقترن في تونس باحتفالات اليوم العالمي لحقوق الانسان وهو ما يكرّس عمق الترابط بين التضامن الوطني وحقوق الانسان وبين التنمية وتلك الحقوق اذ لا حقوق ولا كرامة أصلا لمن حاق به الفقر وأعيته الحاجة ونزلت به الفاقة. إن الدفاع عن حقوق الإنسان يبدأ أولا بالدفاع عن حقه في العيش الكريم فبدونه لا يستطيع أن يمارس حقوقه الاخرى ولا يمكن أن يجد لها لا الرغبة ولا الوقت، فإن الانسان اذا ما جُرّد من أسباب عيشه جرّد من كل شيء، واذا ما سُلبه منه هذا الحق اصبح سهلا جدا سلب كل حقوقه. وانطلاقا من هذه القناعة يعمل بن علي ويخطط لسياساته ويُبرمج الأولويات حتى اذا ما تحققت للتونسي أسباب العيش الكريم، مارس كل حقوقه المضمونة في الدستور الذي لا يعلو عليه شيئا. وكرامة التونسي أصبح يتضمّنها دستور بلاده ويجعلها بندا إلزاميا. إنها الرؤية الشاملة للمعاني السامية لحقوق الانسان.