«الدواحة» 7 شارع الحبيب بورقيبة «شطر محبة»، «سفرة يا محلاها» «الحادثة»، عناوين لأفلام سينمائية تونسية تم انتاجها في السنتين الأخيرتين تعددت أفكارها واختلفت مضامينها أرادت ان تعبّر عن الواقع التونسي فابتعدت عنه فإلى اي مدى استجابت السينما التونسية في السنتين الأخيرتين الى الواقع التونسي؟ سؤال طرحته «الشروق» على مجموعة من السينمائيين فاختلفت وجهات نظرهم بين مؤيد ورافض لفكرة ان السينما هي محاكاة للواقع. إعداد نجوى حيدري ووسام مختار رشيد فرشيو: أصبحنا نزغرد للغرب سؤال محرج الى أبعد الحدود، فالتجربة السينمائية التونسية انغمست في أشياء ابتعدت بها عن الواقع وجعلتها تمر بجانبه. والجيل السينمائي السابق كان ي شعر بواقعه أكثر من هذا الجيل الذي هو بصدد التطرق الى أشياء لا علاقة لها بواقعنا فاليوم اصبحنا نزغرد للغرب، وننتج اعمالا واقعها ليس واقعنا، هو واقع يجلب الآخر. فلو نشعر بواقعنا اكثر ونبثّه في اعمالنا بمصداقية فان مجتمعنا سيتحسن لكن للأسف أصبحنا نشاهد واقعا غير واقعنا وهذا ما عسر مهمة المشاهد التونسي الذي لم يعد يشعر بنفسه في اي عمل سينمائي تونسي. اذن ثمة تعقيد في السينما التونسية هرب بها عن الواقع واخذها الى واقع آخر بعيدا عن واقعنا الذي نحن بحاجة الى تعريته وكشفه لذلك يجب تحسين الأفلام التونسية جعلها منغمسة في الواقع التونسي وهذا لا يعني ان الأفلام الحالية ليست جيدة فأنا لست ضدها لكن أن نتخلى عن واقعنا فهذا يضر بالسينما التونسية. وحسب رأيي الابتعاد عن الواقع التونسي في السينما يرد الى قلة غيرة على الوطن والى غياب الواقعية في مقابل البحث عن جلب المشاهد. الناصر القطاري: الأجواء متوترة لكن الأمل قائم بكل صدق هناك أجواء يؤسف لها علاقات متوترة جدا في المشهد السينمائي التونسي بين المخرجين والمنتجين والشيوخ والشباب وهو ما يؤدي الى الابتعاد عن الابداع نحن نبحث عن التنافس بين أهل المهنة حتى نتحصل على انتاج سينمائي جيد وليس التكرار والابتعاد في واقعنا والبحث في قضايا الآخر وهمومه وشواغله من السينما التونسية وإن كانت بعيدة عن الواقع الا أن الأمل مازال قائما لأن وزير الثقافة كلف لجنة من السينمائيين لاعادة النظر في القوانين والتشريعات السينمائية ونأمل أن تفتح باب الإبداع من جديد أمام المبدع التونسي، لانه في غياب المرجعيات المهنية والأخلاقيةوالكفاءة ومرجعية والتفريق بين الغث والسمين بقيت السينما متخلفة. عبد المنعم شويات: السينما تعتمد على الخيال وهذا طبيعي السينما تعتمد على الخيال وليست بالضرورة مرتبطة بالواقع، والشخصيات السينمائية مركبة وهي من محض الخيال. السينما لا ترتبط بالواقع وإنما تمسّ الإنسان في شموليته وليس في قطريته، مرتبطة بالانسان في كل الحالات وفي كل زمان ومكان وليس بشخص أو زمان أو مكان.. لو ارتبطت السينما بالواقع لدام الشريط الواحد سنوات. هذا الأمر محسوم منذ زمن إذ لا علاقة للسينما بالواقع، وهذا أمر عادي وطبيعي. محمد دمّق: لا بدّ من المراجعة والابتعاد عن المراقبة السينما بصفة عامة لديها فترات تنقاد فيها وراء التيار لتتحول إلى موضة التقليد فعندما يتحصل شريط على جائزة ما يقع النسج على منواله وهنا تقع السينما في الخروج عن الواقع وذاك هو الخطأ الذي يرتكبه المخرج في تعامله مع النصّ. لذلك يجب أن تخضع السينما التونسية للمراجعة ولا بدّ من الوقوف عند الاستفهامات التالية كيف هي علاقتنا بالجمهور؟ ما هو الأهم الجمهور التونسي والمغاربي أو تصدير الشريط؟ وهل نجحنا في التصدير أم بقينا عناصر فولكلورية؟ إذا أجبنا بصدق عن هذه الأسئلة أصلحنا من حال السينما التونسية هذا إلى جانب المراجعة وليس المراقبة حتى نحسّن من جودة النصوص. منصف ذويب: السينما التونسية مرضت ثم ماتت أنا توقفت عن السينما وأصبحت مسرحيا لأن السينما التونسية مرضت وتوفيت، كان بالإمكان بلورتها في إطار الانتاج والصناعة والتوزيع لكن للأسف هذه التركيبة لم تتبلور بل انقرضت بقاعات التوزيع التي أغلقت وبالصناعة التي توقفت وبالانتاج المرتبط بدعم الدولة. هنك فقط بعض الأفلام التي تمثل أشخاصا لذلك يجب إعادة النظر وهيكلة هذا القطاع ونأمل أن يحاول الشباب الجديد بناء السينما الواقعية والخيالية وإعادة هذه السينما التي انقرضت مثلما قلت من قبل. درّة بوشوشة: نحن محتاجون لجمهور مختلف لا بدّ من معرفة الفرق بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي، السينما هي المرآة العاكسة للابداع التونسي وليس شريطا يوثق للواقع التونسي. الفنان لديه كلّ الحق وكل الحرية في الابداع مثلا شريط «الدواحة» للمخرجة رجاء العماري لو تحدث عن المرأة والمجتمع التونسي لن يسوّق في الخارج السينما محتاجة لجمهور مختلف. نحن لا نبحث عن المتفرج الواحد، ونسعى إلى تعدّد الأفكار. باختصار أريد القول إن الشريط الوثائقي والشريط السينمائي مختلفان ولا علاقة بين هذا وذاك ولا بدّ من فهم ذلك.