«الدوّاحة» لرجاء العماري، «الراعي والنساء» لعلي بدرخان، رغبة متوحشة إخراج خيري بشارة، ثلاثة أفلام عربية تصبّ في نفس الخانة تقريبا وتروي حياة المرأة بين الكبت والعزلة والجهل والرغبة في الحياة والجنس والتحرّر من قيود الجنس والمكان والزمان. وبالرغم من أن الشريط التونسي «الدواحة» لم يكن نسخة عن الشريطين المصريين إلا أنه بدا للبعض يعالج نفس القضايا بل سقط في نفس الدوامة من خلال طرح الجنس والرغبة والكبت والخيانة والانتقام... والنهاية الدموية. ويروي شريط الدوّاحة حياة أربع نساء أمّ وابنتيها وشخصية رابعة تأتي للعيش مع صديقها لتبدأ المعاناة بين القمع والكبت والتوق الى التحرّر، من خلال خلق خيال خاص في سجن الأنا هذا الخيال الذي تغذيه الجارة الشابة بتصرفاتها وملابسها ورائحة عطرها مما يجعل الرغبة في الخروج لدى الشخصية المقيّدة (عائشة) يبلغ حدّه لتسقط كل الاعتبارات ويبلغ الشريط ذروته. اقتباس هكذا إذن أرادت مخرجة العمل أن تعالج بعض القضايا المرتبطة بالمرأة في حين يرى بعض النقّاد أنه تكرار لفيلم الراعي والنساء بطولة سعاد حسني وأحمد زكي أنتج سنة 1991 وفي نسخة أخرى بطولة نادية الجندي ومحمود حميدة. ويعود أصل الشريطين الراعي والنساء و«رغبة متوحشة» الى المسرحية الايطالية «جريمة في جزيرة الماعز» للكاتب إيغوبتي. نص تونسي وبالعودة الى الشريط التونسي «الدوّاحة» نلاحظ وكما ذكرنا من قبل أنه يعالج نفس القضايا المطروحة في الفيلمين لكن الرؤية مختلفة تماما بعيدة كل البعد. وتقول في هذا الصدد منتجة العمل درّة بوشوشة ردّا على بعض الاقاويل إنها لم تشاهد شريط «الراعي والنساء» ونفس الشيء بالنسبة للمخرجة رجاء العماري حتى أنهما لا يعرفانه. وتضيف درّة أن هذا السؤال تعرضت له أيضا من طرف صحافي في أبو ظبي وفي تونس أيضا غير أنها تؤكد أن النص تونسي 100٪ ويعود لرجاء العماري ويتحدث عن المرأة في كل زمان ومكان فهي لا تقدم المرأة التونسية ولا الافلام الوثائقية وإنما تتحدث عن المرأة العصرية بلا قيود ولا حواجز. وعن تصوير الشريط تقول درّة بوشوشة إنه تم في فترة أيام قرطاج السينمائية وبالتعاون والتفاهم بينها ورجاء العماري خرج الى الجمهور مضيفة أن ما أعجبها في الشريط الجانب الاجتماعي في حياة الزوجين العصريين (الثنائي) وهي صورة للمرأة العصرية التونسية والمرأة في العالم.