«سيدني مورننغ» صحيفة استرالية... واستراليا مشاركة في الحرب على العراق بحماس كبير يضاهي حماس الانجليزي طوني بلير... هذه الصحيفة نشرت خبرا تناقلته وسائل الاعلام بسرعة البرق لمدة مفاده ان رئيس الحكومة الانتقالية العراقية الامريكية باعتبار ازدواج الجنسية لدى أكثر أعضائها قام بعمل جبار قبيل تعيينه رئيسا للحكومة... لقد قتل بمفرده ستة مقاتلين من رجال المقاومة... ستة في مرة واحدة وهو ما لم تقدر عليه القوات الامريكية نفسها رغم عدتها وعتادها... واعتقد ان هذه البطولة هي التي بوأته المركز الذي يحتله الآن في العراق المحتل... بقي ان أضيف فقط ان بطولة علاوي المزدوج تكمن في أنه قتل رجال المقاومة وهم في السجن وكانوا مقيدي الايدي والارجل ومعصومي العيون... هل ثمة شجاعة أكبر من هذه!!! وتقول الصحيفة الاسترالية ان علاوي قام بفعلته امام شهود من رجال الشرطة العراقيين وحراسه الامريكان... طبعا لن تحتج الادارة الامريكية فهي كعادتها تفضل خوصصة كل شيء... خوصصة التعذيب عندما فتحت السجون لشركات خاصة مهمتها انتزاع الاعترافات... وشركات خاصة لنهب وتهريب الآثار... وشركات خاصة لحراسة العملاء وتصفية العلماء... وشركات خاصة لشفط البترول... وشركات خاصة للدعاية وبث الأكاذيب... وكلما انفجرت فضيحة أشارت الى هذه الجهات وبرّأت نفسها بل وسارعت الى الاستنكار... المهم هو ان لا يصل الوحل الى عتبات البيت الابيض او البناية الموجودة في شارع داون ستريت عدد 10 في لندن... الم يقولوا انهم استعانوا «بكفاءات» عربية مشرقية لتعذيب مساجين غوانتنامو... لان الدستور الامريكي يمنع عليهم ذلك. وسيأتي يوم يهرب فيه العلاوي كما هرب الجلبي المدلل... وعندها ستكون الادارة الامريكية في الصف الأمامي لفتح الملفات وستطالب هي نفسها بمقاضاته لانه اعدم أسرى... وخدش القيم الامريكية بالأساس واتفاقية جنيف في المقام الثاني... هذا الخبر الذي أوردته الصحيفة الاسترالية ليس حدثا غريبا... فالذين دلوا المحتلين على أبواب بغداد وضعوا المسدس في رأس العراق بأسره... غير ان العلاوي المهدد اصلا بالقتل من كل الجهات دخل في مواجهة غير متكافئة بالمرة... فكم من رصاصة يجب ان يطلق ليتخلص من كل العراقيين... بينما خصومه تكفيهم رصاصة واحدة... الم أقل لكم ذات يوم ان الحكومة العراقية المؤقتة ليست الا اكياس رمل يتمرس خلفها المحتلون... هم لم يسلموهم السيادة او القيادة... هم سلموهم مشروع «شهادة» بالانقليزية... ان وجد لهم مكان طبعا.