حجزت أمس الدائرة الجنائيّة الرابعة بالمحكمة الابتدائيّة بتونس ملفات قضيّة («بيدوفيليا») تورّط فيها شخص في الثمانين من العمر يشتبه في تورّطه في اعتداءات جنسيّة ضدّ أطفال في روضة بأحد أحياء العاصمة. وحسب ملفات القضيّة فإنّ العاملين بإحدى رياض الأطفال الواقعة بحي بالعاصمة تداولوا فيما بينهم خبر وجود اعتداءات جنسيّة ضد الأطفال من قبل المدير وهو شيخ في الثمانين من العمر، وقد بلغ الأمر إلى مسامع بعض الأولياء، فانطلق الجميع في البحث عن الحقيقة وتعرية الفضيحة، وفعلا فلقد قدّم أطفال شهادات بما تعرّضوا له من اعتداءات جنسية اقترفها «الشيخ المدير» وبذلك أبلغ الأولياء القائمين على الروضة ثمّ جرى إبلاغ المحققين وممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس، فانطلقت الأبحاث والتحريات إلى أن حصر المحققون الشبهة في المتهم، وتمكنوا من محاصرته بالقرائن خاصة بعد شهادة ثلاث بنات لا يتجاوز عمر أكبرهنّ التسع سنوات، أكّدت كلّ واحدة منهنّ تعرّضها الى فعل المفاحشة من قبل « السيّد المدير»، وبعد تسجيل تصريحاته لدى باحث البداية، قرّرت النيابة العمومية إحالته على مكتب أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بتونس الذي وجّه له تهما متعلّقة بالاعتداء على أنثى سنها دون 15 بفعل الفاحشة، في قضيّتين، إذ تبيّن تورّط المتهم في الاعتداء على شقيقتين. وأصدر ضدّه بطاقتي إيداع بالسجن. ختم قاضي التحقيق أبحاثه ووجّه التهم المناسبة للأفعال فأيّدت ذلك دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس التي قرّرت، بدورها، احالة المتهم بحالة الايقاف التي هو عليها على أنظار الدائرة الجنائيّة المختصّة لمقاضاته من أجل ما نسب اليه. مثل المتهم أمس موقوفا أمام هيئة الدائرة الجنائيّة الرابعة، اذ أنكر ما نسب اليه من أفعال وقال إنّه تعرّض إلى مكيدة الغاية منها انهاء عمله بالروضة وأنّه كان ضحيّة «مؤامرة»، وقد عاضده في ذلك لسان الدفاع الذي طلب القضاء لفائدة منوّبه بعدم سماع الدعوى، فيما تمسّك ممثل النيابة العموميّة بالمحاكمة طبقا لفصول الإحالة ونصوصها القانونيّة، فرأت المحكمة بعد أن استمعت إلى كافة أطراف القضيّة حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم.