انطلق الماراطون الغنائي لنجوم الفن العربي في قرطاج مساء الجمعة الماضي بعرض جمع الثنائي فضل شاكر ودينا حايك... الحفل استقطب جماهير غفيرة جمعت بين الشباب والكهول وحتى الاطفال وهذه ظاهرة غريبة في المهرجانات، فوجود رضيع على المدارج مع ما هناك من ضجيج وصراخ وقوةمضخمات الصوت، من شأنه ان يؤثر سلبا على صحة الاطفال. نغلق القوس حول هذا الموضوع، ونعود الى الحفل الذ انطلق بعد تأخير تجاوز الساعة حيث كانت البداية بعد العاشرة والنصف ليلا (هذه ليست من عادات مهرجانات قرطاج). وصلة السهرة كانت في جزأين، الاول مع المطربة دينا حايك التي عرفها الجمهور التونسي من خلال ألبومها «سحر الغرام»، وهو ما مهد لها الطريق في هذه السهرة حيث تجاوب معها الحضور، وقد دعمت هذا التجاوب من خلال أدائها لاحدى اغاني الفنانة الراحلة ذكرى محمد، في وصلتها الغنائية ابرزت دينا حايك انها صاحبة موهبة ولها طاقة صوتية لا يستهان بها، لكن مازالت في حاجة الى مزيد من الخبرة والتجربة والحرفية لمثل هذه المواعيد. وعلى عكس دينا حايك، كان الفنان فضل شاكر اكثر حرفية وقدرة في الاداء، هذا الى جانب صوته الدافئ الجميل، وحرفيته واريحيته في الغناء. صحيح ان الجمهور الحاضر ساعده كثيرا، حيث شكل كورالا ممتازا، لكن فضل شاكر كرّس من خلال هذه السهرة السمعة الطيبة التي يتمتّع بها في المشهد الغنائي العربي، وأثبت انه احد الاصوات اللبنانية والعربية المهمة. فضل شاكر غنى على امتداد ساعة والنصف الساعة، فأقنع وامتع الجماهير بأغان مثل «يا غايب» و»عاش من شافك» وغيرها من الاعمال التي رددها معه الحضور الذي حرص على اتمام الحفل على الرغم من تواصله الى ما بعد الواحدة صباحا.