كانت مناسبة هذا اللقاء في البداية الحديث حول حصول الشركة الوطنية لاستغلال المياه على جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مؤسسة تشجع على تعاطي النشاط الرياضي والبدني بعنوان سنة 2009، ثم تفرع الحديث والحديث ذو شجون كما يقال حول عدّة مشاغل تهمّ المواطن في علاقته ب«الصوناد»! ولقد كانت السيدة «سهام تريمش» المديرة المركزية للاتصال والتعاون الدولي رحبة الصدر في الإجابة عن كل الأسئلة العالقة. وهو ما مهّد في البداية والنهاية إلى حديث ضاف وشاف أضلعه الصراحة والشفافية. وفي ما يلي فحوى هذا الحوار الذي طال أكثر من مجال مع مديرة الاتصال!! في البداية سألت السيدة سهام تريمش عن مضمون الجائزة الرئاسية وفحواها؟ ولقد أجابت فقالت: انتظم مؤخرا بدار الجامعات الرياضية بالمنزه وبإذن من سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي وفي إطار الاحتفال باليوم الوطني للرياضة والروح الأولمبية حفل تسليم الجوائز الرئاسية للمتألقين في المجال الرياضي بمقتضى الأمر عدد 1445 لسنة 2006 المؤرخ في 30 ماي 2006، وقد تحصلت «الصوناد» على جائزة سيادة رئيس الجمهورية لأحسن مؤسسة تشجع أعوانها على تعاطي النشاط البدني والرياضي بعنوان سنة 2009، وسلم الجائزة السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية للسيد محمد علي خواجة الرئيس المدير العام للشركة، وذلك اعترافا بالجهود الرائدة التي ما فتئت تبذلها الإدارة العامة لشركة النهوض بالقطاع الرياضي والرامية لمزيد تفعيل الحياة الجمعياتية والنهوض بالأنشطة التي تساعد وتوفر المزيد من الراحة النفسية للأعوان قصد الرفع من مردوديتهم وإرساء مناخ اجتماعي يسوده الوئام والسلم الاجتماعي. ويعد حصول الشركة على هذه الجائزة تتويجا للمجهودات التي بذلت على مدى 41 سنة من مسيرة زاخرة بالعطاء وفي سبيل تحقيق الامتياز على جميع الأصعدة بالشركة ومن ذلك الميدان الرياضي الذي حظي بعناية موصولة من لدن الإدارة العامة لما له من الأثر الايجابي في تفعيل العمل الجمعياتي وتأهيل العنصر البشري وإشعاع الشركة في ميدان الرياضة والثقافة والشغل من أجل ترسيخ روح التنافس الرياضي وتحقيق التوازن المنشود بين النشاط الرياضي والبدني والسلوك الحضاري وتطوير الزاد البدني والمعرفي للأعوان مما يعزز لديهم روح الانتماء إلى المؤسسة. متى تظهر فاتورة الماء الجديدة، خاصة وقد أعلنتم عنها سابقا؟ لقد كان في الحسبان ان تظهر هذه «الفاتورة الجديدة»، ولكن تكاليفها الباهظة جدا، جعلتنا نعدل عنها إلى حين، ولقد قمنا بالدراسة المعمّقة لاستخراجها شكلا ومحتوى، فتأكد لنا أنها لن تضيف شيئا إلى شفافيتنا ووضوح أرقامنا المفصلة في الفاتورة الحالية، هذا وقد استفتينا العديد من حرفائنا الكرام، فقالوا لنا ان «الفاتورة الحالية» تروي فضولنا على جميع المستويات من حيث الحجم والمضمون، ثم هذا هو الأهم فنحن في الشركة نتعامل مع الأولويات وأولوياتنا هي في تجديد التجهيزات ومد القنوات حتى يصل الماء الصالح للشرب الى أقصى نقطة في الجمهورية، ولسوف يبقى أمر هذه «الفاتورة الجديدة» معلقا حتى تتضح الرؤية أكثر، فنحن مثلما نسعى الى عدم اثقال جيب المواطن، نسعى أيضا الى الحفاظ على التوازنات المالية للشركة! لكن المواطن يتذمّر في بعض الأحيان عبر الجرائد من تضخم أرقام ديوان التطهير وانقطاع الماء عن بعض الأحياء؟ نحن للتأكيد لا تضيق صدورنا أبدا بتلك التذمرات، ونرد عليها في الحال ونتدخل عاجلا لمنع انقطاع الماء وهذا الانقطاع لا يحدث الا للضرورة القصوى وعند حدوث أشغال اصلاح تكسير بعض القنوات لا أكثر وليس أقل!! أما اذا تم قطع الماء عن مواطن فلأنه استوفى كل آجال خلاص الفاتورة التي تمتد الى أكثر من شهرين من الوقت المحدد بعد عدة انذارات وهذا «التسامح الكبير» مع المواطن لا يحدث الا في «الصوناد» ولكم أن تقارنوا ذلك قياسا بالشركات الاخرى، علما ان «الصوناد» كانت السبّاقة لمنع قطع الماء عن المواطن في الاعياد والمناسبات ونهاية الاسبوع في اطار سياسة اجتماعية تراعي حاجة المواطن إلى الماء على أن هذا لا يمنع من ضرورة التأكيد على أن للمواطن واجبات يجب ان يلتزم بها ويوفي بها ومن ذلك خلاص الفواتير في آجالها المحددة فنحن لنا التزامات وأجور وأشغال نوفرها من مواردنا عبر تلك الفواتير ايضا. أما عن أداءات ديوان التطهير فلا دخل لنا بها...! هل أمورنا المائية جيدة في تونس، وكيف التعامل مع شحّ الماء في بعض الأحيان؟ نحن نحرص في «الصوناد» على تخزين المياه «في اليوم الابيض لليوم الاسود» كما يقال! وهذا الحرص الكبير على المحافظة على الموارد المائية من خلال تجديد التجهيزات واقامة المشاريع الكبرى ليس له من غاية سوى تنمية هذه الثروة والمحافظة عليها! ونحن نبذل مجهودات جبّارة حتى تكون مائدتنا المائية عامرة وغامرة بالمياه، ولكن هذا الجهد المحمود يجب ان يقابله حرص المواطن على الاقتصاد في الماء، ولقد نظمنا وننظم أياما تحسيسية كبرى حول أهمية الماء وضرورة المحافظة عليه بطريقة مبسطة لترسيخ ثقافة الاقتصاد في الماء لدى الناشئة في المدارس ومعاهد التعليم ولدى الكبار ايضا في الادارات والمؤسسات الصحية والنزل السياحية ولقد رفعنا شعار «ندرة الماء وسبل المحافظة عليه وترشيد استغلاله» في العديد من الندوات رغبة في المحافظة على هذه الثروة... أغلى ثروة في الحياة! لماذا يبذّر المواطن الماء حسب رأيكم؟ ببساطة وبصراحة لأن أثمان الماء في بلادنا بخسة وشبه مجانية وأسعارنا لا تقارن في العالم أجمع، وهذه الاسعار تحافظ على قدرة المواطن الشرائية، إننا في «الصوناد» ننظر الى الأمور الاجتماعية بعين الرأفة والرحمة وتخفيف الأعباء على المواطن بقدر المستطاع نبراسنا في ذلك سياسة سيادة الرئيس الحكيمة في هذا المجال الحيوي، فماذا يعني 140 مليما للتر المكعب ماء أمام مصاريف تصفيته وتنقيته وتحليته والتجهيزات الضخمة التي تضخّه في الحنفيات فضلا عن جودة الخدمات! وعلى المواطن ان يعي بعمق المهمة التي تقوم بها شركة «الصوناد» ويعي نعمة الماء التي تصله بلا انقطاع وعلى مدار الساعة فلا يبذّر هذا الماء بداعي أنه ما دام يسدد ثمن الفاتورة، فإنه يستهلك الماء كيفما شاء. ما هو جديدكم في اطار تعاملكم مع المواطن؟ إن ر.م.ع «الصوناد» السيد محمد علي خواجة، حريص على الانصات الى كل مشاغل المواطن في تعاملاته مع الشركة وهو لا يفتأ يحث كل الموظفين والاعوان على ضرورة احترام آجال الاشغال، والاستماع الى الشكاوى برحابة صدر فيّاضة، ولطالما تدخل شخصيا لفض بعض المشاكل العالقة وفي هذا الاطار ركّزنا خلية انصات للمواطن (24 ساعة على 24 ساعة) من خلال خط أخضر مجاني رقمه «80100319» وذلك للرد على كل الاستفسارات! وليس هذا فحسب، فلقد قامت الشركة بتفعيل اتفاقية التعاون المبرمة بين الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ومنظمة الدفاع عن المستهلك وذلك من اجل إفادة وإنارة المستهلك والسبل الكفيلة بإيصال المعلومة الصحيحة اليه من حيث ترشيد استهلاك الماء والتسعيرة وكيفية معالجة التسربات والاعطاب على مستوى شبكات الشركة مع بث ومضات تلفزية واذاعية تحسيسية للشركة ضمن ومضات المنظمة والاستفادة من موقع الواب الخاص بها وامكانية تخصيص مساحة للشركة في مجلة المستهلك التونسي. وإن ربط علاقة تواصل مع المستهلك هي غاية ما فتئت «الصوناد» تسعى الى تحقيقها ودعمها اذ ان ارضاء الحريف او المستهلك يظل دوما من الأولويات. في الختام سألت السيدة سهام تريمش متضاحكا : هل تشربين الماء المعدني أم ماء الصوناد؟ ولقد قالت برحابة صدر فيّاضة: طبعا ماء الصوناد لأنه أنقى وأصفى ماء لصحة العباد خلافا لما يدّعيه البعض ويمكن زيارة مخابرنا للتأكد من صفائه وحلاوته.