«صحراء الضوء» مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الكتالونية Consol Vidal. صادرة بتونس عن منشورات «وليدوف» وهي مستمدّة من ضوء الصحراء التونسية التي هامت بها الشاعرة منذ سنوات وخصصت لها مجموعة «جلد وأمنية» وهذه المجموعة الرابعة التي تصدرها الشاعر لكنها الأولى في تونس. الشروق التقتها في هذا الحوار. لماذا اخترت نشر مجموعتك في تونس؟ أنا شاعرة كتالونية من مقاطعة كتالونيا في اسبانيا أحببت تونس منذ خمس سنوات وخاصة صحراءها التي أتردّد عليها بانتظام منذ سنة 2004 وأصبح لي فيها أصدقاء أزورهم باستمرار وأشاركهم حياتهم البسيطة المليئة بالمودّة والحب والعطاء، العطاء هذه كلمة السرّ التي اكتشفتها لديكم أنتم العرب والتواصل الانساني الكبير والدفء، فنحن نعيش في قارة باردة وثقافة وحياة يومية لم يعد فيها مجال للمشاعر ولا للأحاسيس، نعم تعلّمت من البدو ومنحتي الصحراء في ليلها وسمائها البيضاء ونجومها حياة أخرى افتقدها في مدينتي جيرونة شمال اسبانيا. اخترت أن أنشر كتابي في تونس لأني أعتبره كتابا تونسيا كتبتها في صحراء دوز وبالتالي كان لابد أن أبحث له عن ناشر تونسي وفعلا كانت التجربة ناجحة جدّا مع الصديق الناشر والمترجم وليد سليمان. هل عرفت صحارى أخرى غير تونس؟ نعم عرفت صحراء المغرب وبادية الأردن لكنني همت بتونس صحراء تونس أحببتها أكثر ومن أحلامي أن أنهي حياتي مع البدو الرحل في الصحراء هؤلاء ينعمون بالحرية وحياتهم بسيطة ونحن سجناء ثقافة الاستهلاك وسجناء نمط حياتي متعب وقاتل وشخصيا أنتظر دائما حلول الخريف «لأهرب» من حياتي اليومية المملّة الى الصحراء حيث الأفق الرحب والسماء المرصعة بالنجوم مثل بساط حالم. كيف ترين علاقة الشرق بالمغرب؟ هذه العلاقة فيها الكثير من اللّبس والسبب الأساسي هو الاستعمار الذي خلق عداء بين الشرق والغرب ولكن الآن هناك أشياء كثيرة سيئة وممارسات عنيفة ترتكب باسم الاسلام وتحسب على الثقافة العربية الاسلامية وأنا أعتقد بل أجزم أن ثقافتكم بريئة من كل هذا ولكن هناك دوائر عنصرية لا تحب السلام وتسعى لنشر ثقافة العنف وسوء الفهم لذلك يحدث كل هذا وعلى العرب أن يدافعوا عن ثقافتهم بتصحيح صورتها وتخليصها من كل ما ينسب لها من تهم هي بريئة منها. ماذا يمثل لك التراث الاندلسي؟ أنا من منطقة بعيدة جدا عن الأندلس لكن العرب تواجدوا فيها لمدة 70 عاما فقط ومازالت الحمّامات شاهدة عليهم وأعتقد أنّ الثقافة العربية وسنوات الحكم العربي الاسلامي منحت اسبانيا الكثير من الثراء والدليل الإقبال المنقطع النظير الذي تشهده الأثار العربية في الأندلس من السياح هذا مصدر أساسي لمداخيل اسبانيا. لكن أنا في النهاية كتالونية من مقاطعة عانت كثيرا من الاستعمار الفرنسي ومن فاشية فرنكو لذلك ننتصر دائما للحرية.