عن دار سحر للنشر، صدر للزميل نور الدين بالطيب كتاب جديد بعنوان «أيام في إسبانيا بين كاتالونيا والأندلس»، وهو كتاب ممتع، لشاعر وصحفي وكاتب مجتهد، يطوّع عدة أشكال كتابية وفنية للمواضيع العديدة التي يكتب عنها، ويصدرها في كتب تنوّعت بتنوّع مجالات اهتمام الزميل نور الدين بالطيب وشغفه بالتواصل بالكتابة، واهتماماته الكثيرة الثقافية والتاريخية والوطنية. وكانت مقدمة الكتاب كالتالي: هذا الكتاب حصيلة أسفار شاء القدر أن أقوم بها الى اسبانيا، من برشلونة الى مدريد وبيلباو وصولا الى جيرونة رحلات أغنت ذاكرتي وعمّقت علاقتي بالتاريخ والجغرافيا على حد السواء، وإذا كان لابدّ أن أدين بفضل في هذه الأسفار بين سنتي 2003 و2009 فهو بلا شك الى مهنة الصحافة وتحديدا الى جريدة «الشروق» ومؤسسة دار الأنوار التي شجعتني على المضي في اكتشاف اسبانيا بمقاطعاتها المختلفة وخاصة مقاطعتي كاتالونيا وعاصمتها برشلونة والأندلس وتحديدا عاصمتها غرناطة. كما لا انسى ان احيي صديقي الأستاذ عبد الحميد القماطي الذي ترجم نصي الأول عن مدينة جيرونة Girona بفرنسيته النادرة وهو النص الذي لفت انتباه الاصدقاء الكاتالونيين لترجمة مجموعة من قصائدي الى لغتهم الكاتالونية القريبة جدّا من اللغة الفرنسية، ولا يمكن ان أسهو عن شكر أحبّتي وأصدقائي في مدينة جيرونة على ما غمروني به من محبة وصداقة عميقة جعلتني اكتشف وجها آخر لإسبانيا مختلفا عن الصورة العنصرية التي كثيرا ما عانى منها العرب. الى Consol vidal وMont Pujolriu وCamps Liuiss وLiuis Lucero وIsabell وRosalyne Magui إليهم جميعا كل الشكر والعرفان على الايام والليالي الجميلة التي قضيتها بينهم والتي جعلتني أشعر أني لم أغادر بلدي. لقد أغنت هذه الأسفار روحي ومنحتني إحساسا كبيرا بقيمة اكتشاف الآخر وهذا الكتاب الذي أقدمه الى القرّاء في فصلين عن كاتالونيا والأندلس هو حصيلة هذه الرحلات التي مثّلت مصدرا جميلا للكتابة. ورغم يقيني أنني مازلت لم أكتب بعد كتابي عن إسبانيا فإن هذا الكتاب الذي أقدمه اليوم اعتبره شخصيا من أهم التجارب التي اعتزّ بها فإسبانيا مازالت بلدا عصيّا على الكتابة والوصف وقد يكون هذا الكتاب فاتحة لنصوص أخرى أهم إن المحبة والصداقة التي اكتشفتها في إسبانيا وتحديدا في كاتالونيا هي التي دفعتني الى إنجاز هذا الكتاب الذي أهديه الى روح سيدي محيي الدين بالطيب الذي كان يحدثني في سنوات مراهقتي عن الأندلس والزمن العربي الزاهر في أيامه الاولى لاكتشاف الحرية بعد تلك السنوات التي قضاها في السجن بسبب أفكاره ورؤيته القومية، وشاءت الأقدار ان يرحل عن هذه الدنيا في الوقت الذي كنت أتجوّل فيه في قصر الحمراء ودار الحرة والبيازين! إنها مفارقات القدر العجيبة، فله ولهم أهدي هذا الكتاب.