بين رافض ومؤيد تقبّل البعض من المستهلكين والتجار سؤالنا صباح أمس حول فرضية إلغاء الصولد. الرافضون قالوا ان هذه العادة التجارية وإذ ثبتت وفرة تجاوزاتها هذه السنوات فستكون القاعدة على المدى الطويل للتنشيط التجاري. ويرى المؤيدون أنها لم تضف شيئا للمستهلك كما للتاجر.. اختلاف في وجهات النظر قد يكون أبرز ملامح جلسات العمل التي تنطلق في جانفي المقبل بين المهنيين ووزارة التجارة. قال جميل بن ملوكة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، في تصريح نشرته «الشروق» يوم أمس انه «لم يتم الاتفاق بعد على تحديد موعد للصولد» مشيرا الى أن المفاوضات انطلقت بين المهنيين في انتظار انطلاق جلسات عمل مع الوزارة في جانفي المقبل لتحديد موعد انطلاق موسم التخفيضات الشتوية. ولم يخف المتحدث فرضية تأخير الموعد الى منتصف شهر فيفري مراعاة لفترة الانتعاش الحالي لمبيعات الملابس الجاهزة الذي أسهم فيه انخفاض درجات الحرارة. كما لم يخف فرضية إلغاء الصولد نظرا لفشل موسم التخفيضات الصيفي على حدّ قوله. فهل يتم الغاء الصولد؟ وماذا لو ألغي؟ كم هي «خسارة» المستهلك وما هي «خسارة» التاجر أو المهني؟ أسئلة لم نتردد في طرحها على البعض.. فردّوا بالرفض والقبول. مؤيدون تغرق في معطفها الشتوي وكعبها العالي خطت نحونا تلعن حفر الطريق واحتلال السيارات للرصيف قبل أن تقول «شخصيا لا أرى في المسألة أهمية تذكر فإلغاؤه يشبه كثيرا الابقاء عليه هو لم يضف شيئا للمستهلك». تعليق مؤيد لإلغاء الصولد رمت به صاحبة الكعب العالي على دفترنا وغادرت رافضة التقاط صورة لها. تأييد آخر للإلغاء أعلنته المستهلكة لمياء لتقول «حالة حليلة الصولد في تونس».. مستشهدة بكمّ التجاوزات التي تحصل أثناءه.. فجودة ما يعرض مفقودة حسب قولها والتخفيضات دون المطلوب بكثير. بدورها تقول المستهلكة حياة ان موسمي التخفيضات لم يضيفا شيئا للمستهلك.. فما يطلبه هذا الأخير من أسعار منخفضة وجودة عالية لا يوجد في الصولد التونسي على عكس ما نراه في الصولد الأوروبي.. إن الجودة عالية والأسعار غير متوقعة. رافضون أيمن، أول الرافضين لإلغاء الصولد، قال ل«الشروق» إن موسمي التخفيضات مثّلا فرصة بالنسبة للمستهلك لاقتناء حاجياته.. ولنجاحه لا بدّ من تشديد المراقبة لحماية المستهلك ولحماية المنافسة بين التجار في الآن نفسه. وتشاطرانه أسماء وبثينة الرأي.. فتقول أسماء «أنا طالبة جامعية، ولاقتناء حاجياتي أنتظر موسمي التخفيضات لذلك من حقي كمستهلكة أن أدافع عن ابقائه». ومثلها تقول بثينة الصولد دخل «حسبتنا» الاستهلاكية، أي أصبح له مكان في ميزانيتنا الخاصة ونرفض الاستغناء عنه. من جهتها قالت نادية وهي تغرق في لف حذاء في ورق هدايا «أستعدّ للزواج في شهر مارس المقبل لذلك أنتظر مثلي مثل غيري من المقبلين على الزواج فرصتي لاستكمال اقتناء «تجهيزات» منازلنا الجديدة والصولد فرصتنا في التخفيضات لذلك لا أرى حكمة في إلغائه». رأي التجار الرفض والقبول واضحان أيضا في تصريحات التجار.. فأيّد بعضهم الالغاء ورفضه الآخر قائلا انه استثمار تجاري على المدى الطويل لا يجب اجهاضه. منصف، تاجر ملابس جاهزة، قال ان المحلات تعيش على وقع ركود خارج موسمي التخفيضات وإلغاء الصولد سيكون فرصة لتنشيط الحركة التجارية طيلة السنة. وتسانده ليلى، تاجرة في محل لبيع الأحذية، الرأي فتقول ستستعيد المحلات عافيتها التجارية ان تمّ الغاء موسمي التخفيضات فالتجربة أثبتت بعد سنوات عدم جدواها. رأي يرفضه خالد، تاجر في محل لبيع الأحذية، فيقول «الصولد هو الحصّالة بالنسبة للتجار فالركود الحالي يعني الاقبال والنشاط بعد حين».. مشيرا الى أن الصولد دخل العادات التجارية بالنسبة للتاجر والمستهلك وبالتالي هو في طريقه لإثبات جدواه التجارية فهو استثمار تجاري طويل المدى. وأكد المتحدث أن التجاوزات التي يتحدث عنها المستهلك ما هي إلا تفاصيل تجارية لا يفهما ولا تعني بالضرورة استغفاله.. ويتواصل اختلاف وجهات النظر في انتظار تحديد موعد لانطلاق الصولد أو الاستغناء عنه ولو لدورة واحدة في عام واحد. أسماء سحبون