يبقى ياسين أحمد فاعور من الشعراء الذين أضاؤوا سماء المشهد الشعري والأدبي الفلسطيني والعربي لعمق ملكة الكتابة لديه والتي أهّلته لكتابة الشعر والقصة والرواية والدراسات الأدبية والنقدية. فهو أستاذ في مادة التربية بجامعة دمشق. زار تونس سنة 1983 في بعثة علمية فكانت زيارة تأسيس على حدّ تعبيره لدراسته على يد أساتذة تونسيين أكفاء كتوفيق بكار ورضا السويسي فتحصّل على شهادة الكفاءة حيث تخصّص في الأدب الفلسطيني، كذلك شهادة التعمّق فالدكتوراه أنتج العديد من المؤلفات منها: «الثورة في شعر محمود درويش» «الشعرية في أدب اميل حبيبي» القصّة القصيرة الفلسطينية ميلادها وتطورها من 1924 إلى 1990، ومجموعة شعرية بعنوان همسات الورد» وهو بصدد إصدار رواية ثلاثية معنونة: «عدت من حيث بدأت»، «آه يا زمن» إلى جانب بعض الدراسات النقدية التقته «الشروق» خلال زيارته الأخيرة لمدينة سوسة فكان هذا الحوار حول بعض الآراء الأدبية من أديب له أكثر من اختصاص: أي الممارسات الأدبية الأقرب إليك: القصة، الشعر، النقد؟ أكتب كل الأشكال الأدبية، كلما يستهويني أكتبه، فالكتابة هي حالات ودوافع. أين يكمن دور الشعر في ظلّ الظروف المحيطة بالواقع العربي؟ لم يبق لنا إلا القول، قد سلبنا كلّ شيء أرى دور الشعر في النهضة القادمة. ازدواجية الكتابة في الرواية والشعر إلى أيّ حدّ تساعد في تطوّر أحد الشكلين الأدبيين؟ أرجع ذلك إلى الذائقة الأدبية فنجد في القصة أيضا لغة شعرية. هذا يرجع إلى ملكة الأديب وموهبته وهنا تكمن قمّة الابداع فالعواطف التي تختلج الإنسان متعددة. هل ساير تطور النقد الأدبي تطور مختلف الأشكال الأدبية أم العكس؟ باعتبار أن تطوّر النقد لم يساير تطوّر الأشكال الأدبية من قصّة وشعر هذا قول أرى فيه الكثير من الاجحاف، فالحركة النقدية تشهد حركية سريعة وقد تميّز العديد من النقاد العرب وهناك دراسات نقدية متنوعة، ولكن دعني أقول لك أن النظرية النقدية العربية لم تتبلور بعد. هل أنت راض عن مستوى الشعر العربي؟ هو يلبي طموحاتنا ولكن لا يجب أن نكتفي بالواقع لا بدّ من تطوير هذا الابداع بدل نبش الحاضر. هل تعتبر محمود درويش الشاعر الأهمّ في فلسطين؟ لا ليس الأهم هوشاعر بارز له العديد من الاسهامات ولكن هناك العديد من الشعراء المهمين في فلسطين ليس محمود درويش فقط، فلا يمكن ظلم الآخرين. لكن لماذا برز اسم درويش بمثل هذه الصفة وبقي آخرون في الظلّ؟ ظروف معينة جعلتهم في الظل. من على سبيل المثال؟ سميح القاسم الذي لا زال يقارع فلا يجب أن نظلم هذا المبدع. قضيت فترة مهمّة في تونس قصد الدراسة بمن تأثرت من التونسيين؟ في الحقيقة العديد من الوجوه الثقافية المبدعة والتي تشرفت بمعرفتهم كان لهم تأثير كبير عليّ وأخاف أن أذكر البعض وأنسى الآخر. الأكثر تأثيرا؟ حقيقة العديد وإني أستحضر الأستاذ توفيق بكار وحمادي صمود.