فتحت الولاياتالمتحدة جبهة حرب ثالثة في اليمن الى جانب حروبها ضد العراق وأفغانستان بدعوى ملاحقتها لتنظيم القاعدة ومساعدة الحكومة اليمنية في هذا المجال. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) أن الوكالة أرسلت قبل نحو عام مجموعة من أبرز عملائها الميدانيين الذين يتمتعون بخبرة في مكافحة الارهاب الى اليمن، فيما ذكر مسؤول عسكري كبير أن وحدات خاصة سرية بدأت بتدريب قوات الأمن اليمنية على تكتيكات مكافحة الارهاب. وستنفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 70 مليون دولار على مدى الأشهر الثمانية عشرة المقبلة وستستخدم فرقا من القوات الخاصة لتدريب وتجهيز الجيش اليمني ووزارة الداخلية وقوات خفر السواحل، اي أكثر من ضعف مستويات المساعدة العسكرية الأمريكية السابقة. حرب جديدة ويذكر أن تنظيم القاعدة قد ركز في السنوات الأخيرة على انشاء قاعدة له في اليمن وازداد استهدافه لسفارات وغيرها من الأهداف الأجنبية في البلاد الأمر الذي دفع مسؤولين أمريكيين الى التحذير من تحوّل اليمن الى مركز العمليات والتدريب الجديد للقاعدة ينافس المناطق القبلية في باكستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان. وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس الشيوخ الأمريكي، جوزيف ليبرمان ان «اليمن اليوم هو حد مراكز القتال.» وأضاف ليبرمان الذي كان زار اليمن في شهر أوت الماضي في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية (فوكس نيوز) يوم الأحد «لدينا وجود متنامي هناك ولدينا أيضا أطقم عمليات خاصة من ذوي القبعات الخضر والاستخبارات». وأكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أول أمس أن التعاون العسكري بين اليمن والسعودية والولاياتالمتحدة قد تزايد في الأشهر الأخيرة، بعدما أثبتت التقارير الجديدة وجود تنظيم القاعدة في البلاد. ونقلت الصحيفة عن القربي قوله في مقابلة عبر الهاتف ان التقارير أشارت الى أن التنظيم كان يستهدف السفارة البريطانية في اليمن بالاضافة الى عدد من المؤسسات الحكومية والمدارس الخاصة. مشيرا الى أن الغارات الجوية كان تم التخطيط لها منذ شهرين أو ثلاثة لكن لم يتم تنفيذها الا بعد تلقي الحكومة اليمنية معلومات استخبارية حديثة حول مواقع كوادر القاعدة الذين تم استهدافهم. غير أنه أصرّ على أن الولاياتالمتحدة قدمت المعلومات الاستخبارية التي وصفها بأنها «العنصر الأكثر أهمية» وأمنت الأسلحة التي استخدمت في الهجمات غير أن الجيش اليمني شنّ الغارات الجوية وحده. غارات وقد تلقت السلطات اليمنية مساعدات أمنية وعسكرية واستخباراتية من عدد من الدول الخليجية وقد طلبت السعودية أيضا من مصر أن تقدم المساعدة في هذا المجال. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين يمينيين قولهم ان الغارات الجوية الأخيرة كانت ناجحة وقال مسؤول يمني كبير طلب عدم الافصاح عن هويته «لقد تعرضوا لضربة قاسية، لكن لم يتم اعاقتهم،» واضاف «ان المشكلة هي أن مشاركة الولاياتالمتحدة يخلق التعاطف مع تنظيم القاعدة. ان التعاون ضروري ولكن ليس هناك من شك بأن له تأثير على المواطن العادي، انه يتعاطف مع القاعدة». وفي سياق تأكيد ذلك، سارع تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الى اصدار بيان يوم الأحد اتهم فيه الطائرات الأمريكية بتنفيذ غارات الخميس الماضي على منطقة المحفد بمحافظة أبين اليمنية، وبالتسبب بمقتل 50 من النساء والأطفال، وذلك بالتزامن مع حملة عسكرية قامت بها السلطات اليمنية.