يبدو أن تصاعد الأمور في ايران في ضوء تصريحات مير حسن موسوي الاخيرة التي هدّد فيها بمحاربة نجاد حتى الموت، ينبئ بانفجار لا مفر منه خاصة في ضوء التجاذبات الداخلية والضغوطات الخارجية، فهذه التصريحات جاءت لتذكي أجواء الاحتقان داخل ايران... وهي أجواء ما فتئت تزداد توترا منذ اعلان فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة فالغليان الشعبي الرافض للنتائج لا يزال متواصلا بين التيارين (الاصلاحي والمحافظ) وفي هذا السياق يتهم المحافظون الاصلاحيين بارتباطهم مع القوى الاجنبية وخاصة الاوروبية والأمريكية بالعمل على تقويض النظام واشاعة الفوضى في البلاد وهذا ما قد يفسّر تصريح موسوي الاخير الذي عبّر عنه في موقعه الالكتروني والذي جاء على غير عادته متضمّنا على ما يبدو نظرة تصالحية مؤكدا تنصّله بالكامل من أية علاقة تربطه بالقوى الأجنبية واستعداده لأي مفاوضات مع الحكومة لانقاذ البلاد وتمسّكه بالدستور وبولاية الفقيه. ولسائل ان يسأل هل اقتنع الطرفان (المحافظ والاصلاحي) بضرورة الجلوس الى طاولة المفاوضات وهل جاء تصريح موسوي بعد اتصالات وقعت تحت الطاولة قرّر اثرها الطرفان ايجاد حلّ يخمد نار الفتنة ويحفظ ماء الوجه حتى لا يكون هناك خاسر أو رابح؟ وهل أدرك بذلك الاصلاحيون ان دعم الامريكان والأوروبيين سيؤول بهم الى مصير لا يختلف عن مصير أولئك الذين دعّموهم وأدخلوهم الى العراق على متن دبّاباتهم؟ ثم هل فهم المحافظون ان تعويلهم على الرّوس والصينيين له حدود تفرضها العلاقات الدولية والمصالح المتشابكة بين القوى العظمى؟ مهما تكن الاجابة عن هذه التساؤلات يبدو ان الاطراف المتصارعة داخل ايران قد أدركت ان اي صدام مع الطرف المقابل سيؤدي الى انفجار يؤذي الجميع. ويبدو من تصريح موسوي ان قادم الايام سيظهر مرونة في التعامل مع الأحداث لاسيما وأن تصريحه جاء خاليا من انتقاده المعهود لنتيجة الانتخابات ولشرعيتها ورغم التفاؤل الذي يبديه البعض في ايران باحتمال الوصول الى تهدئة لهذا التصعيد الذي ما فتئ يكبر ككرة الثلج فإن مثل هذه النبرة التصالحية التي عبّر عنها موسوي لم تبدّد مخاوف الكثيرين من ان تصل الامور الى نقطة اللاعودة بالنظر الى التجاذبات والحساسيات السياسية القائمة داخل ايران خاصة في هذه الفترة. فهل تخرج ايران اليوم سالمة من هذا الامتحان؟