أربعة أفلام أنتجت سنة 2009: «ثلاثون» للفاضل الجعايبي و«الدواحة» لرجاء العمايري و«شارع الحبيب بورقيبة» لإبراهيم اللطيف و«زرزبس» المتحصل على اللؤلؤة الذهبية في مهرجان أبوظبي لمحمد زرن، ولكن نسينا أو لم نعلم بعد بأن هناك فيلما تونسيا إسمه «أغنية العرس» عرض في القاعات الفرنسية، يتحدث عن حقبة زمنية هامة عاشتها تونس في 1942. هي قصة فتاتين تونسيتين يجمعهما القدر والصداقة، ويفرقهما الانتماء الديني، الأولى تونسية مسلمة والثانية تونسية يهودية، تتوالى الأحداث خلال مسار العلم من قصص العشق ورغبة الجسد والحس الجنسي للأبطال، والحرب، عدة مواضيع هامة شاهدناها من خلال هذه القصة التي تبدأ بأغنية عن «العرس» بصوت فتاة صغيرة وتنتهي بنفس الصوت في أداء هذه الأغنية. لن يتحدث اليوم عن الجنس في السينما التونسية، لأنه تعودنا، ففيلم تونسي بلا جنس كبحر بلا سمك! ولن نخوض في العراء الذي مرّ أمامنا خلال ساعتين من الفيلم، فلا نتذكر مشهدا بلا جسد عار، ولن ننقد العلاقات الجنسية الاباحية لأنه حينها لن نحس بأنه فيلم تونسي، ولن نصف الحمام أو نعيب على المخرج أنه أرانا مشاهد مجانية من نساء عاريات، لأننا شاهدناه سابقا في فيلم «عصفور السطح»، ولن ولن ولن.. ولكن قضيتنا اليوم هي الانتماء الديني. لقد صور الفيلم التونسية المسلمة على أساس أنها منحلة أخلاقيا مقارنة بالتونسية اليهودية، ونحن لا نميز بين انتماءاتنا الدينية، ولكن الفيلم وضعنا أمام منعرج خطير، علينا الانتباه إليه أكثر. الفتاة اليهودية ظهرت بصورة المحافظة، التي لا تقيم علاقة جنسية إلا بالرابط المقدس هو الزواج، غير أن المسلمة تقيم علاقةجنسية ما قبل الزواج، ربما هذا يجعلنا نحس بأن الانتاج وراءه وكالعادة حين نتحدث عن اللوبي الصهيوني.. وقد يعتقد البعض بأننا دوما نبني فكرة «المؤامرة» ونرسّخ هذه النظرية لدينا، ولكن علينا أن نؤمن بهذه النظرية لأنها تسيطر على واقعنا. البطلتان هنا تونسيتان من أصل فرنسي، مع مشاركة بسيطة لهشام رستم وبعض الفنانين التونسيين، والكل يمثل بلا معرفة لخبايا هذا السيناريو.