أصدرت أول أمس الاربعاء الدائرة الجنائية بابتدائية قفصة أحكاما بالسجن بين 16 و 23 عاما في قضية عصابة تورط أفرادها خلال أواخر شهر مارس من سنة 2008 في الاعتداء على صاحب احدى السيارات بمدينة جلمة وافتكاكها منه وقضت بعدم سماع الدعوى في شأن فتاة كانت بحالة فرار وسبق اتهامها في القضية. تعود وقائع القضية الى أواخر شهر مارس من سنة 2008 إثر تقدم المتضررة وهو صاحب سيارة الى أحد المراكز الأمنية بمدينة جلمة وصرح انه وأثناء قيادته لسيارته على مستوى احدى الطرق الرابطة بين مدينتي حاجب العيون وجلمة لاحظ ان احدى السيارات كانت تلاحقه وكان يمتطيها أربعة أشخاص وأطنبت في ملاحقته وضايقته الى أن أجبر على التوقف فسدت السيارة الملاحقة أمامه الطريق. وأضاف انه نزل سائق السيارة ومرافق له وكانت نافذة سيارته مفتوحة قليلا وتظاهر بالاستفسار عن الطريق واحدى المناطق المؤدية لها. ولم يكد الشاكي يجيبهما حتى باغته أحدهما ورش على وجهه غازا شل حركته وسحب مرافقه الآخر ساطورا ووضعه على رقبته وأجبره على مغادرة السيارة ودفعاه خارجها وألقيا به أرضا ثم استوليا على سيارته ورجعا بها في الاتجاه المعاكس المؤدي الى مدينة حاجب العيون. وتعهدت اثر ذلك احدى الفرق الأمنية المختصة في مقاومة الإجرام بالبحث في الموضوع وخلال بضعة أشهر تم الاتصال بالمتضرر وأعلموه بالعثور على سيارته باحدى المدن الساحلية بعد أن ألقي القبض على مجموعة من الأشخاص يشتبه في تورطهم في الجريمة وتعرف المتضرر على سيارته وكانت في حالة سيئة جدا بعد ان احرقت كراسيها وعبث بمحتوياتها الداخلية. وبعرض المتهمين عليه تعرف على بعضهم للوهلة الأولى وطالب بتتبعهم عدليا. وأفضت الأبحاث الى ايقاف 6 أفراد جميعهم من منطقة بوحجلة بالقيروان الذين انكروا جميعهم التهم المنسوبة اليهم وتراجع البعض عن انكاره والبعض الآخر عن اعترافاته أمام باحث البداية ورغم العديد من الأدلة والأدوات المستعملة أثناء ارتكابهم للجريمة والتي تم حجزها لدى البعض منهم منها قارورة غاز مشل للحركة وساطور وشفرات حلاقة وصرح بعض المتهمين بأنه وقع الزج بهم في القضية من طرف بعض المتهمين الآخرين نكالة ولوجود خلافات سابقة فيما بينهم. وصرح البعض الآخر بأنه لا علاقة له اطلاقا بالجريمة وانه تورط فيها بعد إلقاء القبض عليه وهو ينادم بعض المتهمين جلستهم الخمرية. وأنكر المتهم الأول جميع التهم المنسوبة اليه رغم ما توفر ضده من أدلة عديدة وما ورد في اعترافات بقية المتهمين أثناء المكافحة فيما بينهم. كما اكدت احدى الشاهدات تورط المتهمين في سرقة السيارة بعد ان اخبرت اعوان الأمن بوجودها أمام منزل احد المتهمين ونفت عن زوجها مشاركتهم في السرقة او نشاطهم الاجرامي كما ثبت من الأبحاث ايضا ان المتهمين كانوا يغيرون الألواح المنجمية للسيارات المسروقة بأخرى زرقاء اللون للإيهام ان السيارة مستأجرة وقاموا بعدة سرقات اخرى بواسطتها كانت محل انظار جهات قضائية اخرى. وتمسكت الفتاة بانكارها التام وأن علاقتها ودورها في القضية لا يتعدى سوى علاقة الصداقة مع أحد افراد العصابة وصرح محامي بعض المتهمين وان جريمة تكوين عصابة تنتفي اركانها لأن التقاء المجموعة كان صدفة ولم يسبق التخطيط له مسبقا كما ان قضية الحال تتعلق بسرقة سيارة وحيدة ولم يرد ما يفيد تورط او تعدد سرقة سيارات اخرى من طرف منوبيه. وطلب مراعاة اقصى ظروف التخفيف وتغيير مضمون الاتهام وبآخر الجلسة وبعد حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم قضت هيئة المحكمة بثبوت إدانة المتهم الأول وسجنه مدة 23 عاما وثبوت وإدانة خمسة متهمين آخرين بتكوين والانخراط في عصابة للاعتداء على املاك الغير وسجن كل واحد منهم مدة 16 عاما وقضت بعدم سماع الدعوى في شأن الفتاة.