بضع أسابيع أصبحت تفصلنا عن نهائيات كأس الأمم الافريقية لكرة اليد المقررة في القاهرة وقبل هذا الموعد القاري الجديد تراوح تحضيرات المنتخب الوطني للأكابر ومنتخب الكبريات بين الهزيل والهزيل جدا ولا يتورع البعض عن التمسك بمشاركة «رمزية» في هذه الدورة الافريقية ناسيا أن سمعة اليد التونسية والرياضة الوطنية في الميزان ومن «العيب» الحديث بهذا الشكل عن منتخب تعود على بلوغ منصة التتويج. قبل أيام كانت «الشروق» حاضرة في باريس لمواكبة مشاركة المنتخب في دورة (ماران) والحقيقة أننا وقفنا على وجه غير مطمئن بالمرة لعناصرنا الوطنية التي ذهبت قبل ذلك إلى سويسرا لمواجهة منتخبات علاقتها بكرة اليد كعلاقة رجل الكهف بالكو مبيوتر.. زملاء مقنم اكتفوا في «ماران» بملاقاة أنقلترا في حوار أشبه ما يكون بحصة تدريبية وبالتالي أبعد ما يكون عن الاختبار الجدي ثم واجهوا في مباراة ثانية منظم الدورة ايفري وفي ما عدا محمود الغربي الذي كان ممتازا إلى أبعد الحدود وبدرجة أقل بسام مرابط وسامي ياسين فإن البقية كانوا أصغر من المنتخب. لن نتحدث عن النتيجة النهائية بل عن المردود الجماعي وفي هذا الباب يمكن القول أن الجامعة وقبل الإطار الفني تتحمل مسؤولية جسيمة فالتعامل ببرود مع الواقع السلبي للتحضيرات وعدم حفزها للإدارة الفنية على التحرك وبرمجة مشاركات في دورات دولية يتوفر فيها الحدّ الأدنى من المستوى الفني والمنافسة الجدية، تورط مباشر في أي اخفاق مستقبلي للمنتخب. لماذا تتفرج الإدارة الفنية؟ استبشرنا خيرا بتعيين سيد العياري على رأس الإدارة الفنية لكن تطور الأحداث رسم في ما بعد صورة سلبية عن هذه الإدارة التي تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى المنتخب يواجه أنقلترا وهولندا بينما توكل للمدرب السابق للمنتخب سعد أفنديتش مهمة ترتيب المرحلة الأخيرة من الاستعدادات ل«كان» مصر ومن ثم برمجة لقاءين مع فريقين من البوندسليغا (دون لاعبيهما الدوليين الذين يستعدون لبطولة أوروبا للأمم) ومع فريقين من الدرجة الثانية. هل هي أزمة علاقات مع الجامعات والإطارات الفنية الأجنبية أم هو رصيد المنتخب وإشعاعه قد انخفضا إلى حدّ عجزنا المرّ عن مواجهة منتخبات تفرض الاحترام؟!! الثابت أن تحضيرات الآخرين أفضل من تحضيراتنا والدليل ما يقوم به المنتخب المصري حاليا إعدادا للاعبيه بل إن المؤلم في الحكاية أننا سمعنا عن اعتذار الجامعة وإدارتها الفنية عن مواجهة المنتخب الصربي الذي نزل في ضيافة المنتخب الفرنسي. في غياب تأكيد رسمي لهذه المعلومة أو دعونا نقول في ظل تهرّب الأطراف المعنية من الاجابة في هذه النقطة بالذات نرى لزاما على سلطة الاشراف أن تتدخل لتضع النقاط على الحروف ولتُفهم «الكل» بأن رحلة مصر ليست مخصصة لزيارة «أبو الهول» أو للتربع في مقهى الفيشاوي بخان الخليلي بل هي كغيرها من رحلات المنتخب مخصصة لهدف واحد هو العودة باللقب فإن جاء مرحبا به وإن لم يأت فما على أصحاب الشأن إلا استخلاص العبر حتى لا يتكرر مثل هذا «القعباجي» المرتبط بالتحضيرات، والأهداف. ونختم في موضوع منتخب الأكابر بالقول أن منتخبنا في حاجة ماسّة فعلا لخدمات عصام تاج ومكرم الميساوي ووائل الحرّي وأنور عياد ووسام حمام، فبهؤلاء وبروح الطموح الساكنة في الشبان الآخرين يمكن أن نبني على أسس ثابتة. منتخب المشاكل شخصيا لا أفهم ولا يبدو أنني سأفهم لماذا يظل منتخب الكبريات كتلة من المشاكل المتنقلة.. ما حدث في بطولة العالم الأخيرة رغم «ماكياج» النتائج سيظل نقطة استفهام معلقة بلا جواب. في قلب ذلك المونديال كانت المكالمات الهاتفية تتواتر على عدد من أعضاء المكتب الجامعي لتقول ان الأمور لا تسر إطلاقا فالعلاقات داخل هذا الفريق غير جيدة وعلاقة المحترفات خصوصا بالإطار الفني ليست إيجابية وهناك ضغوط مفروضة من «بنات تونس» لإبعاد فتحي الشريف وقد يكون هو آخر من يعلم. إجمالا أحوال هذا المنتخب تثير التشاؤم فعلا وما يزيد الطين بلّة أن هذا المنتخب نائم كالعادة قبل الموعد القاري فلم نسمع عن برمجة جدية يتوفر فيها الحدّ الأدنى من المصداقية. نتمنى ألا يقضم أعضاء المكتب الجامعي أصابعهم ندما إذا ثبت أن أنغولا ستشارك بفريق الكبريات منقوصا من أبرز لاعبتين وهو ما يعني فرصة سانحة لنفوز باللقب.. قلنا نتمنى وأظنكم تفهمون أن بين التمني والرجاء بون شاسع.