كلمة الادارة السريعة التي يتمّ تعليقها في الفضاءات التجارية وسط العاصمة ومحطات نقل المسافرين لتقديم خدمات التعريف بالإمضاء والاشهاد بمطابقة النسخ للأصل واستخراج مضامين الولادة بصفة مسترسلة وأيام العطل قد تغريك خاصة أنها مكتوبة بالبنط العريض، ولكن بمجرد الاقتراب منها طمعا في خدمة سريعة تضطرّ في بعض الأوقات الى الانتظار لمدة ساعة وأحيانا أكثر من ذلك لينتابك الشعور بالملل والاختناق ولتكتشف أنها خدمات بطيئة جدا. المواطنون يجمعون على رداءة الخدمات المقدمة فالسيد رضا حجاجي قال: «النقاط المخصصة لتقديم الخدمات الادارية تمتاز بضيق مساحتها وقلة الأعوان الذين يعملون فيها وتكثر الفوضى والاكتظاظ خاصة أواخر الأسبوع لتتعطل مصالح المواطنين وقد يصابون بالاحباط والضجر لبطء الخدمات». ويؤكد السيد مختار قمعون بأسلوب ساخر: «كلمة الادارة السريعة لا توحي فعلا بالخدمات المقدمة إذ يضطرّ المواطن الى الانتظار لساعات طويلة، ثم إن الأعوان الذين يقدمون الخدمات غالبا ما يثيرون الخلافات مع الحرفاء وتجدهم في حالة توتر وعصبية مبالغ فيها». ويكشف عادل الزعلاني قائلا: «تستقطب هذه الادارة الكثير من المواطنين ولكن خدماتها بطيئة جدا ولم تسع لمواكبة التحولات ولم ترتق الى مستوى المقاييس العالمية». الشاب شوقي بوستة ينقل بدوره امتعاضه من الطابور ومن معاناة الانتظار في سبيل التمتع بخدمات التعريف بالامضاء ليتساءل في النهاية: «ما الجدوى من تخصيص هذه النقاط لتقديم ما يسمّى بخدمات الادارة السريعة في حين أن هذه الخدمات لا تتمّ إلا بعد حرق أعصاب الحرفاء؟». هذه التذمرات والانتقادات حملناها الى السيد علي العمدوني، رئيس مصلحة الحالة المدنية لبلدية تونس الذي قال إن الأعوان يبذلون جهدا كبيرا في إسداء الخدمات وهم يتعاملون مع وثائق حسّاسة جدا تتعلق بالتزامات العقود والوثائق القانونية التي تتطلب التثبّت والتركيز وفي ظروف عمل غير مريحة مثل ضيق الفضاء المخصص في محطة القطار ببرشلونة ورغم ضيق المكان تشير الأرقام الى تسجيل 11 ألفا و490 عملية تتعلق بخدمات التعريف بالإمضاء والاشهاد بمطابقة النسخ للأصل واستخراج مضامين الولادة وكان ذلك في شهر ديسمبر 2009، أما بفضاء البالماريوم وسط العاصمة فقد تمّ تسجيل 20 ألفا و429 عملية في نفس الفترة الزمنية. كثرة الاقبال هي التي تسبّب بطء خدمات الادارة السريعة، هكذا ختم وهي ملاحظة تنطبق على كل نقاط الخدمات السريعة التي تشكو الاكتظاظ الدائم رغم الجهود الجبّارة التي يبذلها الأعوان العاملون بها..ورغم المقابل الزهيد الذي يتقاضونه ويشكل معانات أخرى وجب أن ينتبه اليها المسؤولون. رضا بركة