«هو وإلا لا» عنوان لأغنية في شكل «ديو» جمع فاطمة بوساحة والهادي التونسي هذا العمل ليس الأول والأخير فسمية أعادت غناء «خاينة» مع المطرب الشعبي أشرف وآمنة فاخر (الحرباوي) سجلت أغنية قلي واش الي تريدي مع محمد رمزي هذه الأعمال الجديدة أضحت تتفشى بشكل كبير في الساحة الغنائية.... وهو ما يوحي بعجز الفنانين الوتريين عن خلق أغنية لها صيتها. فالمتأمل للساحة الغنائية في تونس يلاحظ أنه وبعد فترة إزدهار نسبي لجيل الثمانينات في الأغنية الوترية بدأ التراجع بشكل ملحوظ إذ أصبح الفنان الوتري يعيش أزمة الكلمة واللحن... فما كان من الجميع خلال أواخر الألفية الثانية التعويل على أغاني الموتى على سبيل الذكر علي الرياحي والهادي الجويني وغيرهما وبعد فترة تمعش دخل جميع الفنانين في لغة تمعش ذي نمط جديد وهو التعويل على أغاني التراث.... لكن وما إن فرضت الأغنية الشعبية نفسها على الساحة عرج الفنانون الوتريون على هذا الجانب بل تسابقوا في ما بينهم للظفر بأغاني المزود خاصة لتوظف في العروض الكبرى ففي دورة مهرجان قرطاج الدولي الفارطة غنت آمينة فاخت «عالجبين عصابة» الشنكاوي ولم تفوت نوال غشام الفرصة وأدت أغنية فوزي بن قمرة: «جواباتي رحلت يا ميمة» بل ونسبتها لها كما أن صوفية صادق سلكت نفس المنهج وإجابة عن هذا التوظيف فقد صرحن أنها أغان شعبية موجهة لكافة الشعب وتناسين أن هناك أزمة نص ولحن. وكما يقول المثل الشعبي «الإبل تمشي على كبارها». فقد سلك العديد من الفنانين نفس المنهج لكن بطريقة مغايرة فسمية الحثروبي أعادت أغنية «خاينة» في شكل ديو مع الفنان الشعبي أشرف ولم تقف عند هذا الحد بل صارت تدافع عنها وكأن الأغنية على ملكها الخاص. فاطمة التركي ولإستعادة مجدها أعادت تسجيل أغنية «يا نجوم الليل» في شكل ديو مع هشام سلام ونفس الشأن بالنسبة لآمنة فاخر (الحرباوي) فقد سلكت نفس المنهج تسجل أغنية قلي واش اللي تريدي»... وأخيرا فقد قام الفنان الهادي التونسي بنفس المنهج ليتشارك مع فاطمة بوساحة في عمل فني مشترك وهو إصدار أغنية بعنوان هو وإلا لا: جل هذه الأعمال والمتمثلة في إلتجاء الفنانين الوتريين للأغاني الشعبية تطرح استفهامات عديدة هل أن زمن الأغنية الوترية أدبر دون رجعة؟ وهل أن إنتهاج العمل المشترك له الشأن في ثراء الأغنية التونسية عموما؟ أم أن لغة التواكل والتمعش من أغاني لها دلالات أخرى؟... الإجابة واضحة وقد نجدها عند إيمان الشريف عندما أدت «على الله» لصاحبها الأصلي بلقاسم بوقنة.