امتدت تهديدات وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان لتشمل الفلسطينيين حيث حذر الوزير الصهيوني رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض من انهما سيخسران الضفة ايضا، في وقت اشتدت فيه حدة التوتر بعد التصعيد الكلامي من جانب اسرائيل عبر التلويح باحتلال العاصمة السورية دمشق وهو ما شبهه احد المحللين بالتهديدات التي سبقت عدوان 1967. وبعد التهديدات التي وجهها الى سوريا ورئيسها بشار الأسد قال ليبرمان ردا على حديث فياض عن اقامة دولة فلسطينية في غضون عامين «أريد ان أقول لفياض وأبي مازن انه من دون مفاوضات مباشرة وفورية لن تكون لكما دولة بعد سنتين فقط بل انكما ستخسران الحكم (في الضفة) بالضبط مثلما خسرتموه في غزة وجدد ليبرمان تهديداته لسوريا معتبرا ان على دمشق التنازل عن الجولان كما تنازلت عن لبنان ولواء اسكندرون من قبل، حسب زعمه. تصعيد جديد وتأتي تصريحات ليبرمان الجديدة تزامنا مع تهديدات قائد اللواء الشمالي في جيش الاحتلال الاسرائيلي آفي مزراحي باحتلال دمشق وابداء استخفافه بقدرات الجيش السوري وألقى مزراحي محاضرة في مستوطنة «أفرات» الاحتلالية في الضفة الغربية أمام مئات الجنود من اليهود المتزمتين. وردا عن سؤال حول تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي قال فيها ان الحرب القادمة ستصل الى عمق المدن الاسرائيلية قال مزراحي ان الصواريخ السورية باستطاعتها ان تصل الى المدن الاسرائيلية ولكن الجيش الاسرائيلي قادر على احتلال العاصمة السورية دمشق. وأضاف مزراحي ان «ميزان قوة الردع يعمل لصالحنا والسوريون يعرفون ذلك». واستعرض مزراحي أمام الجنود تاريخ المواجهات بين الجيشين الإسرائيلي والسوري وقال ان الحدود الشمالية في هذه الفترة بالذات تعتبر من أكثر الحدود هدوءا لاسرائيل. ومع ذلك زعم الجنرال الصهيوني ان «السوريين اختاروا طريق التسلح والحصول على الصواريخ طويلة المدى ومساندة الارهاب» على حد تعبيره. وتابع مزراحي قوله «اذا اضطررنا الى المواجهة العسكرية مع الجيش السوري فاننا سنلحق به الهزيمة بصورة قاطعة وكاسحة»، على حد زعمه. واعتبر المحلل في صحيفة «هآرتس» العبرية ألوف بن ان تهديدات القادة الاسرائيليين لسوريا شبيهة بتهديدات اسحاق رابين لدمشق عام 1967 والتي أدت الى عدوان 1967، معتبرا ان الأمور في المنطقة قابلة للاشتعال بسرعة. دمشق ترد وأكدت سوريا أمس ان التهديدات التي تصدر من شخصيات وقيادات اسرائيلية تعبر عن منطق حكومة الاحتلال بالبعدين السياسي والعسكري معا وتوضح نوايا الكيان الصهيوني بشن حروب في المنطقة والذهاب بها نحو حرب شاملة لا توفر مدنا ولا بنى تحتية ولا بشرا ولا امكانات ولا يدرك احد مداها الأقصى وحدودها النهائية وموعد نهايتها وحجم الفوضى والدمار الذي يمكن ان تخلفه. وقالت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية في عددها الصادر أمس لطالما اعتقدت اسرائيل ان بوسعها ان تشن الحروب وتنأى عن نتائجها ولطالما ظنت خطأ ان بوسعها ان تكون صاحبة القرار وسيدة الموقف حين تشاء وكيفما تشاء». وأضافت : «لطالما فعلت (اسرائيل) ذلك في الماضي، ولطالما جربت صبرا سوريا وعربيا واسلاميا عميقا وغير محدود ولكنه في المحصلة صبر محدود سينفد في الوقت الذي تجرب فيه اسرائيل اختبار صلابة سوريا وعزيمتها واصرار شعبها على استعادة أرضه المحتلة بكل الوسائل المشروعة والمتاحة والممكنة دون تمييز بين هذه الوسائل ودون اولويات بينها آنذاك». وأوضحت الصحيفة ان «طريق السلام مفتوح وواضح ومحدد المعالم، ومقتضياته ليست بحاجة الى فهم وتفهيم وطريق الخراب والدمار يمكن ان يفتح في اللحظة التي تستجيب فيها اسرائيل لنزعاتها العدوانية ولعقول قادة تختلط في عروقهم موهبة الجريمة وأسلوب المافيا وتنعش ارواحهم روائح القتل فإلى أين تذهب اسرائيل؟».