أكدت عدة صحف عربية أمس ان واشنطن تخطط لشن حرب على سوريا من خلال اجرائها التمهيدي متمثلا في فرض العقوبات عليها وقالت ان واشنطن هي الجهة المذنبة التي ينبغي فرض عقوبات عليها لا سوريا، بينما جددت دمشق امس تمسكها بالحوار الموضوعي والبنّاء مع الولاياتالمتحدة. وقد اعلن الرئىس الامريكي جورج بوش الثلاثاء الماضي فرض العقوبات على سوريا متهما إياها بدعم الارهاب والسعي الى امتلاك أسلحة دمار شامل والاخفاق في منع مقاومين مناهضين للاحتلال الامريكي من دخول العراق حسب زعمه. خطوة نحو الحرب واعتبرت صحيفة »المدينة« السعودية ان العقوبات المفروضة على سوريا هي »استراتيجية« تندرج تحت مسميات الحرب الوقائية التي يطلقها المحافظون الجدد كمبرّر لشن الحرب على الدول التي لا تتماشى مع السياسة الأمريكية. وعلّقت صحيفة »البيان الاماراتية« ان صانعي القرار في الولاياتالمتحدة غير مدركين لحجم الغضب العربي من سياستهم او انهم يريدون ابلاغ رسالة تحذيرية للجميع مفادها ان العقاب سيلاحق كل من تسوّل له نفسه ولو بإصدار كلمة عتاب ضد السياسات الامريكية في المنطقة. وأضافت الصحيفة ان هذه العقوبات جاءت في الوقت الذي يجب ان يصدر قرار بمحاسبة من ينتهكون حقوق الانسان في وضح النهار وهؤلاء ليسوا الصهاينة الذين يحكمون الدولة العبرية الارهابية فحسب بل منهم ايضا بعض الامريكيين. وكتبت صحيفة »الخليج« الإماراتية ان العقوبات الامريكية على سوريا تندرج في إطار العداء المستحكم للعرب داخل الإدارة الامريكية والدعم المطلق للكيان الصهيوني. وأضافت الصحيفة ان »ما يريده الرئيس الامريكي من سوريا هو ان تتخلى عن حقوقها في اراضيها المحتلة وتقبل السلام الذي تحدده اسرائىل شكلا ومضمونا وقالت صحيفة »الراية« القطرية ان المستفيد الوحيد من تلك السياسة الامريكية هي اسرائىل التي ستقرأ قرار فرض العقوبات كرسالة تشجيع لتصعيد عدوانها ورفضها اي جهد دولي يهدف الى إحياء العملية السلمية. وقد رحّبت اسرائىل بفرض العقوبات على سوريا وقال وزير الخارجية الاسرائىلي سيلفان شالوم ان قرار العقوبات على سوريا مهم ويثبت تصميم الولاياتالمتحدة على شن حرب بلا هوادة ليس فقط ضد المنظمات الارهابية وانما ايضا ضد الذين يدعمونها حسب زعمه. وندّدت الصحف اللبنانية امس بالعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا ورأت انه اذا كان لابدّ من فرض عقوبة فيجب ان تكون على الولاياتالمتحدة »المذنبة« بشنّها الحرب واحتلالها دولا أخرى«. وقالت صحيفة »اللواء« ينبغي ان تعامل الولاياتالمتحدة كمذنبة وليست سوريا« مشيرة الى انه: يجب فرض العقوبات على واشنطن لشنها الحروب واحتلال دول أخرى مثل العراق«. واعتبرت صحيفة المستقبل ان فرض العقوبات على سوريا يعدّ محاولة من الرئىس الامريكي لإلقاء اللوم على الآخرين لفشله في العراق. وقد اعتبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمان عطية ان القرار الامريكي بفرض العقوبات على سوريا »غير مقبول« داعيا واشنطن الى مراجعته واتباع »لغة الحوار البنّاء«. تمسّك بالحوار وقد جددت دمشق امس دعوتها الى اعتماد الحوار البنّاء والموضوعي مع الولاياتالمتحدة رغم فرض العقوبات الامريكية. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد اهمية الحوار مع واشنطن رغم فرض العقوبات. وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع من جانبه ان دمشق متمسكة بالحوار الموضوعي البنّاء لحل الأمور العالقة مع واشنطن معتبرا ان الحوار هو الوسيلة لحل كل المشاكل في الشرق الأوسط وليس سياسة الضغوط والتهديدات وفرض العقوبات. وقلل الوزير السوري من انعكاسات قانون محاسبة سوريا معتبرا ان هذا القرار يفتقد الى المصداقية والأدلة الواقعية ولا يخدم مصالح الشعب الامريكي. وأبلغ الرئىس السوري بشار الأسد الصحفيين امس ان كافة الاتهامات التي توجهها الإدارة الامريكية لسوريا بأنها تسمح بعبور المقاتلين الأجانب عبر حدودها الى داخل العراق هي مزاعم وأكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة«. وقال الأسد: »لقد طلبنا من الإدارة الامريكية ان تعطينا جواز سفر واحد او اسم شخص تدعي انه عبر الى العراق من خلال سوريا لكنهم لم يستطيعوا ان يستجيبوا لذلك«. وأكد الرئيس السوري ان بلاده لن تطرد ايّا من حركات المقاومة الفلسطنية التي لها مكاتب في دمشق.