خارجا من بيت الشاعر العربي الكبير عبد الله البردوني رحمه الله في صنعاء العامرة وفي البال أشياء شتّى أدركت من لابد في المرسل إيماضة جاءت كلا بده لي وراء جزر الدّهر عن مدّه أطله لمح من منى حُفّل بعد اصفرار العمر يا برقها لعلّها تهمي ممحل قلنا اكتبوها في مواعيدنا قبل الزّمان المخلف المجفل رغم افتراء الليل ما يفتري رغم النّهار المظلم المليل رغم الذين استقربوا بُعدنا واستصخبونا في السكوت الجلي خذها ولا تحفل بأبوابهم هل غلّقت الا على مخجل خذها ولا تشفع لأفواههم ما أطبقت إلا على أجهل خذها وقل يا صوت، غيباتهم ينشقّ وجه الجدب عن منهل بين القفار الربد اكذوبة صنع السّراب المدّعي المنطلي لكن قرأنا كفّها دونهم يا صاحبي فاعبر ولا تسأل فأنت في ليليك يا مقمرا أجلى رؤى من مشهد مدغل يا مخصبا فيك ازدحام المُنى عند الفراغ الموحش المثقل كيف التقينا والخطى تدّعي أنها اقتفينا خطو مستمهل أدري وتدري قبل يا صاحبي أنا من الماءين في جدول فكيف تمضي الآن عن غيمتي والأرض مدّت كفّ مستقبل حملت صوتي البرق مذ بشّرت غيماتك الاولى ثرى سنبلي خبّأت منها للعجاف التي أتلفت ماء العمر كي تنجلي راودت ستر الليل عن فجره أستردج الانوار للمقبل أخرجت خبء الحلم، هل أخطأت فتواي في ضغث لهم مشكل تكتظ خلف الوهم أضغاثهم يا يوسف التأويل خذ أوّل للطير في أطباقهم ممرح والرأس لم يشغل ولم يسأل تلك النفوس الصفر كم تنحني من منزل خفض الى أسفل جوفاء إلا من صفير البلى عجفاء إلا جلد مستطبل بي شاغل عنها ولي صارف أن أنفق الأيام في مهزل أمضي على ما لم يسر واوهم أجلو ضمير الغائب الأول أشياعهم شتّى ولي صحبة تغني لدى الأشياع والمعزل أحيا ولي من جمعهم مفردي فرقان لم نخمل على محمل يا مرسل القيد ارتفع، هذه روحي لطيني أشرفت من عل طافت على أطرافه غيمة لم تنقشع عنه ولم تهطل وخيّم الموتى على مائها يستخبرون البرق عن منهل قالت وقد شكّوا بصلصالها لما تدلّت تصطفي هيكلي: «أفديه أن يُرمى الى ظنّة يكفيه أن حمّلته محملي سمعي، لساني، ناظري، حيرتي، ناري ونوري، بعضه أكملي عبّأت هذا الدن من صحوتي فقد يراني ملأه عُذّلي أرويت حرّي ماء اقراره وبتّ أقري برده مرجلي شققت صمتي عند تبيانه لسان عيّي كلّما عنّ لي أجريت أنفاسي على راحه يا صاحب النّدمان طف علّل وسرت أسقي برد حافاته للظّامئين الشرّد العزّل يا واردا ردّوك عن حوضه لا، لا تطعهم واقترب وانهل واغنم لدى الساقين أوقاتهم واقبس من السّارين ما تصطلي واكتب عن الحادين اسرافهم واخفض جناح الشوق واستمهل إن فات يوم ربّما غيره يأتي بما لم يأته المنجلي فالأرض لم تخلف مواعيدها والدهر لم ينكص ولم ينزل ولا السماء استوحشت ليلها ولا النجوم استعجلت ما يلي ولا النهار اغتال إصباحه ولا العشيّ انفض عن منزل والليل يأتي طارقا (بابها) خلاّن ما ملاّ من العذّل والفجر رقراق بنحريها هيئ رفيف الشعر واستقبل واسأل قناع النفس عن خبئها وقل قناع أم عراء طلي وخذ سماء غيرها، هذه ملّت سؤال الوهم عن مدخل وافضح نهار الناس في (علمه) واسلك دروب الشك اذ يغتلي المصدر: مجلة الحياة الثقافية (أكتوبر 2009)