لماذا لم يتم تسجيل حركية بمطار النفيضة زين العابدين بن علي بعد أن انتهت أشغال مرحلته الأولى قبل أكثر من أربعة أشهر؟ سؤال يتطارحه التونسيون هذه الأيام ويجد تأويلات و تفسيرات متعددة خاصة و قد تم تسجيل وصول أول رحلة قبل أكثر من شهرين 04 ديسمبر 2009 عندما استقبل طائرة تابعة للخطوط التونسية قادمة من بيلباو الاسبانية وعلى متنها 115 مسافرا. وقد يكون لهذه التساؤلات ما يبررها إذ تخفي فرحة تونسية بتدشين أكبر و أجمل مطار دولي في تونس جاء في إطار السعي الدائم لتعزيز شبكة المطارات التونسية باعتبارها رافدا مهما لدفع المسيرة التنموية والرفع في تنافسية اقتصادنا الوطني. هذه المنشأة الضخمة و العصرية ستكون الوحيدة القادرة على استقبال الطائرات العملاقة مثل الايرباص380A وهو ما يؤهل مطاراتنا لاستقطاب الناقلات الجوية العملاقة ودعم تنافسيتها في انتظار التحرير الكلي للأجواء في أواخر 2011 , ويجسم هذا الانجاز الضخم الذي أذن به الرئيس زين العابدين بن علي «النقطة 19 من البرنامج الانتخابي الخماسي لسيادته» بنية أساسية واتصالية حديثة بمواصفات عالمية إذ سيكون مجهزا بأحدث وأضخم التجهيزات ومعدات الملاحة الجوية المستجيبة للمقاييس الدولية, وهو ما سيجعله من أفضل وأكبر المطارات في المنطقة. وقد تكون الدوائر المسؤولة اختارت الوقت المناسب لتشغيل المطار الجديد وهو ما سيمكنها من مزيد تطوير واستقطاب الناقلات الوطنية والأجنبية وجدولة برامج رحلاتها بكل دقة, خاصة وأن الفترة الماضية أفضت إلى برمجة ما لا يقل عن 10 رحلات أسبوعية للناقلة الوطنية إضافة إلى رحلات أخرى لعدة شركات أخرى غربية وأجنبية. ويرجح وفق معلوماتنا أن تبدأ حركية مطار النفيضة خلال افريل المقبل بالتزامن مع انطلاق الموسم السياحي خاصة وأن موقع المطار يؤهله لإعطاء دفع للقطاع السياحي إذ يتوسط اكبر المناطق السياحية وأساسا سوسةالمنستير والحمامات نابل بالإضافة إلى العاصمة. وفي الحقيقة فان انجاز مطار النفيضة زين العابدين بن علي يتنزل ضمن حرص رئيس الدولة على تطوير قدرات النقل الجوي وتعزيز مشاركته في النهوض بقطاعات اقتصادية مهمة مثل السياحة والتصدير واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والمشاريع الكبرى, وهو حرص يشمل أيضا مواصلة تطوير وتعصير عديد المطارات الموجودة والرفع من طاقة استيعابها وبإحداث محطات جديدة. ولا شك أن تطور استغلال مطار النفيضة خلال الأسابيع المقبلة مع مواصلة تطوير وتجديد وانجاز بقية المحطات والمطارات وتعزيز الأسطول الجوي للناقلات العمومية والخاصة سيجعل بلادنا قادرة على رفع التحديات وكسب رهانات التنافس قبل حلول أجل السماوات المفتوحة.