صدر، مؤخرا، ألبوم جديد للفنانة التونسية «لطيفة العرفاوي»، يضمّ 14 أغنية في اللون الخليجي. الألبوم الجديد يحمل عنوان «أتحدّى»، تعاملت فيه لطيفة العرفاوي مع شركة إنتاج أخرى غير «روتانا» بعد أن انتهى العقد مع هذه الشركة. هنيئا للفنانة التونسية بألبومها الجديد بيد أنه من المفترض كتونسيين نعتز بفنانة تونسية حققت مسيرة ناجحة عربيا أن نتساءل عن الفن التونسي في مسيرتها، فالفنانة لطيفة العرفاوي بعد أن أصدرت ألبومها الأخير، تكون قد غنّت في اللّونين الشرقي والخليجي، في حين غاب اللون التونسي عن أغاني الفنانة التونسية، فهل أصبحت الضريبة التي يدفعها الفنان التونسي لتحقيق الشهرة والنجومية العربية هو أن يؤدي فنا غير تونسي؟! سؤال على بساطته، لا تخلو الاجابة عنه من مفارقات فلو انطلقنا من تجربة «لطيفة العرفاوي» على سبيل المثال لوجدناها حققت نجاحها باللون الشرقي في انتظار نجاح ألبومها في اللون الخليجي الصرف، في حين أنها لم تقدم أغنية تونسية واحدة لاقت نجاحا في البلدان العربية. وفي المقابل نأخذ تجربة الفنان «حسين الجسمي» باعتباره فنانا خليجيا، سنجد أنه حقق نجوميته وشهرته العربية عن طريق أغاني خليجية وفي الفترة الأخيرة، نجح الفنان «حسين الجسمي» عربيا بأداء أغاني تونسية، فبعد أغنية «هاڤدللي» للفنان الشعبي الهادي حبوبة سجّل «حسين الجسمي» بصوته في ألبومه الأخير أغنية «آه يا خليلة» للفنانة التونسية الراحلة «صليحة» والملاحظ أن هاتين الأغنيتين عرفتا نجاحا كبيرا في أغلب الدول العربية، وهي أغان تونسية. كما أن الفنان العراقي «ماجد المهندس» اشترى من الفنان الشعبي«أشرف» أغنية «خاينة» فأداها بطريقة ثنائية (ديو) مع المطربة الصاعدة «أسماء المنور»، وإذا أضفنا «دينا حايك» التي غنّت ل«نعمة»، وباسكال مشعلاني التي غنّت ل«الهادي التونسي». فإن كل هذه الأمثلة تؤكد امكانية نجاح الأغنية التونسية عربيا، خاصة أن أغلب حفلات الفنانين التونسيين بالبلدان العربية كانت ناجحة وأبرز هذه الحفلات كانت للفنان لطفي بوشناق والفنان محمد الجبالي، وإذا أضفنا نجاح صابر الرباعي ونجاح بعض أغانيه التي تتضمن اللهجة التونسية، لا اللحن على غرار أغنية «برشة برشة» فإن المستمع العربي في هذه الفترة بالذات، يحتاج الى سماع اللون التونسي الذي لم يروج في السابق، على الصعيد العربي، والأسباب عديدة في هذا الاطار، والمجال لا يتسع لذكرها وتحليلها، لكن نجاح الأغاني التونسية بأصوات عربية دليل على امكانية نجاحها عربيا أو بالأحرى تسويقها لكن «لطيفة العرفاوي» مثلا، اختارت الابتعاد عن اللون التونسي، رغم نجاح صوت خليجي في أدائه (اللون التونسي) وفي هذا السياق تحديدا، نتساءل هل أن نجومية الفنان تحدّد نجاح أغنية ما أم أن نجاح أغنية ما هو الذي يصنع نجومية الفنان؟! كان ما كان، الجواب عن السؤال، فإن أداء الفنانة لطيفة العرفاوي للأغاني الشرقية وحاليا الخليجية، لا يبرّر على الاطلاق، ابتعادها عن أداء الأغاني التونسية، رغم ما حققته من شهرة على الصعيد العربي. الخيارات الشخصية للفنانة التونسية هي المؤهلة الوحيدة لتفسيرها، وسؤالنا للطيفة التونسية، متى سنراها ونستمع إليها كفنانة تونسية؟!