أجمل ما في بطولة هذا الموسم (أو أتعس ما فيها...) أن كل الفرق فشلت في اقناع جماهيرها بأنها «لا باس» وانها ممنوعة من الهزات.. فالمدرب الذي يرفعونه على الأعناق في جولة ما، يعودون ليخرّبوا جسده بسهام الملاحظات المقنعة واللامقنعة في الجولة الموالية واللاعب الذي يطلقون عليه اسم «المنقذ» بعد هدف الفوز يعودون اليه بعد وقت قصير ليكيلوا له السب والشتم ويعتبرونه سبب البلية.. ليتواصل تأرجح الكرة التونسية حتى صرنا عاجزين تماما عن تصنيف كرتنا سواء ضمن البطولات القوية او مع البطولات المتخلفة ذهنيا... اليوم ستدور أربع مباريات خامسها الغموض خاصة ان ثلاثا منها ستكون عبارة عن تصادم بين منافسين يتلظون بنار الحسابات وهو ما يرشح الجولة لتكون ساخنة جدا.. جدا.. في حمام الانف، فرك زملاء بن شويخة أعينهم بالكامل ولم يعد مسموحا لهم بالنوم مجددا خاصة امام جمهورهم الذي سعد كثيرا بما حققته «الانتفاضة الكروية» للهمهاما في وقت كان بعضهم يتحدث عن غرق الفريق في «بحر» المشاكل... في النصف الثاني للميدان يظهر ترجي الجنوب في حلّته الجديدة التي خاطها له المدرب سفيان الحيدوسي بما جعله ممنوعا من الهزيمة بل طامعا في التقدم أكثر داخل بطولة لا كبير فيها... وبالتالي على من يضع ترجي الجنوب في المكتوب ان يتذكر ان بعض الجيوب تكثر فيها الثقوب. النادي البنزرتي لم يستقر على حال شأنه شأن ضيفه اليوم الملعب التونسي وكلاهما سيبحث عن متنفس أفضل يقنع به جمهوره انه سليم معافى وان ما حصل في الجولات الاخيرة أزمة صحية عابرة والسؤال الذي يرافق هذه القمة: من سيبني آماله على حساب آلام الآخر خاصة ان كلاهما يرفض الانكسار في منتصف المشوار؟ القيروان تعيش أحلى أيامها بتتويجها عاصمة للثقافة الاسلامية وهو ما سيزيد في رغبة أبنائها ل«ينوّروها» في شتى المجالات وأولها الكرة بالنظر الى قيمتها عند البشر وهو ما سيضاعف ايضا من فرصة الكسب ومزيد الاطمئنان على البقاء واسعاد الاحباء.. لكن العقبة الوحيدة امام أحفاد عقبة أنهم يواجهون منافسا جاء الى القيروان ليتكلم بالصوت العالي بعدما أوقف الزعيم الحالي وصار متعطشا لإسقاط الاسم الموالي. في قفصة سقطت كل الاقنعة وبان بالكاشف ان الاوضاع تعيسة فعلا مهما غلّفناها بأوراق السيلوفان وأن قفصة الأبية لا تستحق هذه الاوجاع وكأنها مقطوعة من شجرة لتعيش كل هذه الاحزان ولا ندري ان كانت الازمة ستلقي بظلالها على ملعب 7 نوفمبر ليكون الاولمبي الباجي الرابح الكبير ام ان ل«القوافل» طريقا أخرى تعيدها الى النهج السليم. على جناح الأمل نبيل عقير.. مكرم اللقام.. قاسم بالناصر.. ويسر سعدالله.. «أسماء» ترعب في عالم الصفارة نتمنى من الاعماق ان يعيدوا الى التحكيم ومضة أمل.. وأن لا يبقوا مضغة في أفواه «النبّارة».