عاجل: كليات تونسية تدعو الطلبة الى احترام أوقات الدخول والخروج    قابس: تمكين 4250 طالبا وطالبة من السكن الجامعي    سليانة: قيمة اعتمادات مشاريع قطاع الصحة بلغت 13 مليون دينار    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المنظومة    21% نمو في التأمين على الحياة... شنوة معناها ليك كمواطن؟    بلاغ مهم لمستعملي طريق المدخل الجنوبي للعاصمة – قسط 03    مجلس الأمن يصوّت اليوم على احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران    نتنياهو يوجه رسالة للسائقين القادمين من الأردن    ترامب وشي يبحثان اليوم اتفاقا لإنقاذ "تيك توك" في الولايات المتحدة    شنية حكاية النظارات الذكية الجديدة الى تعمل بالذكاء الاصطناعي...؟    شنيا لحكاية؟..مريض في العقد الرابع ينجو بفضل أول عملية جراحية دقيقة على المخيخ بزغوان    بوعرقوب: متساكنون يستغيثون من اجتياح الحشرة القرمزية لمنازلهم    حملة تلقيح مجانية للقطط والكلاب يوم الاحد المقبل بحديقة النافورة ببلدية الزهراء    عاجل/ انطلاق 6 سفن يونانية لتنضم لأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة..    البطولة العربية لكرة الطاولة - تونس تنهي مشاركتها بحصيلة 6 ميداليات منها ذهبيتان    كأس الكاف: الملعب التونسي والنجم الساحلي يسعيان لوضع قدم في الدور المقبل    الرابطة الثانية: الجامعة تسمح للفرق المستضيفة ببث المقابلات    وزارة الدفاع الوطني تفتح مناظرة خارجية لانتداب 7 مهندسين أولين اختصاص اعلامية    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    عاجل: توقف خدمات السجل الوطني للمؤسسات من الجمعة للاثنين.. شنو اللي لازم تعرفه!    عاجل : رئيسة قسم الأعصاب بمستشفى الحبيب بورقيبة تعلن عن نقلة نوعية في الصحة    النجم الساحلي يضم مدافع قوافل قفصة احمد الحرشاني    الملعب التونسي يتعاقد مع المهاجم السنغالي بوبكر جونيور كامارا    عاجل: قرار صادم من الفيفا يهدد''البافانا بافانا''.. من المستفيد؟    الكاف يوافق على تاجيل تصفيات شمال افريقيا المؤهلة الى كأس الأمم الإفريقية تحت 17 سنة    شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة..# خبر_عاجل    هذه الشركة تفتح مناظرة هامة لانتداب 60 عونا..#خبر_عاجل    محرز الغنوشي يزّف بشرى للتوانسة: ''بعض الامطار المتفرقة من حين لاخر بهذه المناطق''    النفيضة: إصابات في حادث اصطدام بين عدد من السيارات    تحذير عاجل: تونس، الجزائر وربما ليبيا.. موجة أمطار مهمة في الموعد هذا...استعدوا للتقلبات الجوية    جريمة مروعة/ رجل يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته..ثم ينتحر..!    طقس اليوم : سحب عابرة وحرارة بين 29 و 35 درجة    عاجل: فرنسا تغلي.. 94 إيقافاً في أولى ساعات الإضراب...شفما؟    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    تصدرت محركات البحث : من هي المخرجة العربية المعروفة التي ستحتفل بزفافها في السبعين؟    عاجل : شيرين عبد الوهاب تواجه أزمة جديدة    المعهد الوطني للتراث يصدر العدد 28 من المجلة العلمية "افريقية"    افتتاح شهر السينما الوثائقية بالعرض ما قبل الأول لفيلم "خرافة / تصويرة"    شيرين عبد الوهاب أمام القضاء من جديد على خلفية هذه التّهمة    البنك التونسي للتّضامن: نحو إعادة جدولة ديون الفلاحين الذّين يمرون ببعض الصّعوبات الظّرفيّة    سوسة: لدغة "وشواشة" تتسبّب في إيواء شاب بقسم الكلى بمستشفى سهلول    صابة التين الهندي تنهار أكثر من 40%.. شوف السبب...وهذه المنطقة تطلق نداء عاجل    سعيد: "لم يعد مقبولا إدارة شؤون الدولة بردود الفعل وانتظار الأزمات للتحرّك"    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    كيم يشرف على اختبار أداء مسيرات هجومية تكتيكية    التسامح أساس من أسس التعايش بين الناس    وخالق الناس بخلق حسن    خطبة الجمعة .. أخطار النميمة    صادرات القطاع الصناعي ترتفع ب1,9% خلال النصف الأوّل من 2025    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    وزير النقل يشرف على اجتماع لجنة القيادة لمنظومة التصرف في السلامة بالخطوط التونسية    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الرياضية بين بُعد النظر... والتقليد الأعمى...: عندما يدخل الاعلام منطقة «الروج»
نشر في الشروق يوم 05 - 03 - 2010

بعد «نسمة تي.في» وحكاية تحطيم الأهرامات التي نزلت كالصاعقة في كل بيت تونسي ان لم نقل في كل بيت عربي وبعد «الأحد الرياضي» وأحمد المغيربي الذي أهمل التحليل الفني وورّط «رازي» التحقت «حنبعل» مساء الثلاثاء الماضي بقافلة الانفلات الاعلامي ليصبح ما حدث في ختام الحصة الأخيرة من «بالمكشوف» حديث الشارع الرياضي بل حديث الشارع التونسي.. في أقل من أسبوعين أسأنا استغلال تلك القيمة النبيلة التي نلتقي حولها جميعا ونعني حرية التعبير وسقطنا في المحظور إعلاميا سواء عبر خدش الحياء او انتهاك كرامة الأشخاص... نحن مع الحرية... لكن أي حرية... نحن مع الحق في التعبير لكن لا يجب اتهامنا «بالنفاق» أو القول ان هناك «رقيبا» معششا في النفوس إذا وضعنا سطرا أحمر تحت الحرية المسؤولة وأكدنا على أن ما حدث مؤخرا أدخلنا فعلا منطقة «الروج»... أي منطقة الابتذال والإسفاف..
هل نلوم السلطة التي راهنت على نضج الاعلاميين التونسيين وتركت لهم المجال واسعا وفسيحا للنقد والتحليل والنبش في كل القضايا الوطنية مادامت المصالح العليا للبلاد فوق كل الاعتبارات أم يجب أن نلوم أنفسنا كإعلاميين لأننا لم نعد نفرق بين العمل المهني والموضوعي والغايات الشخصية وحوّلنا بالضرورة بعض منابرنا الاعلامية الى قاعات عمليات حربية فيها أقلام تقصف خصومها ومحللون يضحكون على الشعب التونسي ويشحذون سكاكينهم لذبح من يختلفون معهم في الرأي او يختلفون مع المنابر التي تضمهم.
في حالتين على الأقل، أي حالة أحمد المغيربي مع رئيس النجم الساحلي حامد كمون وحالة الحكم السابق بن خديجة مع سامي العكريمي رأينا كيف يمكن ان ينحرف الفعل الاعلامي عن مقاصده النبيلة المتمثلة في الإنارة والتثقيف والحوار البنّاء وتكريس حق الاختلاف ليصبح معولا للهدم.. «أيتها الحرية كم باسمك تُقترف الآثام» أو كم باسمك ينحدر الخطاب... والآتي أعظم.
ياسين بن سعد
رشاد الكراي (الناطق الرسمي للنادي الصفاقسي): احترام المشاهد
مهما كان الخطاب فهو يدخل في حرية التعبير ويكون بنّاء حين لا يخرج عن مبدإ الاحترام والمس من أعراض الناس لكن هذا الخطاب يصبح هدّاما اذا كان وراءه بعض الخلفيات على غرار ما صرّح به أحدهم عن «حمادي الروج» فالخروج عن حدود اللياقة يساوي عدم احترام المشاهد وبالتالي يصبح البث المباشر خطرا وعلينا ان نحترز ونحسن اختيار الضيوف باعتبار حسب اعتقادي ان الخطاب الرياضي داخل القنوات التلفزية ليس مجعولا لتصفية الحسابات بل الغاية منه التعبير عن الرأي بكل شفافية وديمقراطية فغايته المكافحة البناءة والبحث عن الحقيقة وليس لتعميق الجراح واحداث المشاكل. نحن في غنى عنها فالمطلوب احترام المشاهد وعدم المس من أعراض الناس حتى لا نزيغ عن الهدف الذي نرمي اليه.
نورالدين البكوش
الأستاذ عماد الهدار (الناطق الرسمي باسم الاتحاد المنستيري): تصفية حسابات
نحن كمسيرين بالنوادي الرياضية نرحب بكل نقد بناء ونقبل كل المقترحات والاشارات والنصائح التي تصب في خانة البناء والاصلاح، لكن مع الاسف الشديد أن حرية الاعلام انقلبت من دور الانارة الى قضية تصفية حسابات شخصية وتجاوزات خطيرة، حتى ان البعض دخل في حالة من الهستيريا لاهانة الاشخاص. وأعتقد أن القضية لم تكن ما أتاه المحلل أحمد المغيربي ازاء الدكتور حامد كمون رئيس النجم الساحلي بل انها بدأت منذ مدة خاصة وقد اتخذ البعض القنوات التلفزية محصيا عثرات المنتخب الوطني للتهجم على جامعة كرة القدم ورئيسها بطريقة تهكمية متناسين ان هذه الأجهزة تدخل بيوتنا ويشاهدها الكبير والصغير.
«الشروق» مثل رائع
وبدون مجاملة أحيي جريدة «الشروق» التي تحرص على تقديم المعلومة والنقد الصحيح بطريقة تتسم بالعقلانية والاعتدال بعيدا عن الاثارة والتهييج في حين نجد بعض الصحف الاخرى التي لا فائدة في ذكر أسمائها تعمد الى اختلاق الخبر الكاذب والاثارة المتعمدة. وما يضحكني في بعض الحصص التلفزية ما يأتيه البعض من تناقضات في التقييم لا تساعد الا على الاثارة وتوتر الاعصاب وأنادي بوقفة حازمة لايقاف هذا التيار الخطير.
المنجي المجريسي
أنور الحداد (نائب رئيس الملعب التونسي): ...حتى الإثارة فقدت نكهتها
يكاد يجمع الجميع على هبوط مستوى الخطاب الاعلامي في بعض القنوات التلفزية وغيرها من وسائل الاعلام التي اقتحمت البيوت وتتم متابعة برامجها في اطار جماعي لكن رغم ذلك لم يرتق الخطاب الاعلامي الى مستوى التطلعات او الى مستوى الدور الذي يجب ان يلعبه في توعية هذا الجمهور وإنارته وتثقيفه.
لاحظنا في هذا الاطار انه باسم الحرية الاعلامية أصبحت بعض وسائل الاعلام تبحث عن الاثارة لغاية الاثارة وأتحدث هنا بصفتي مسؤولا في الملعب التونسي أن هذا الخطاب قد يسيئ الى الفريق بأكمله والى هيكلته وعندما أتحدث كمشاهد أقول إننا نبحث في بعض الاحيان عن تلك الكواليس وبعض الجوانب الخفية لغاية المتعة ولكن ليس لغاية انتهاك أعراض الاشخاص وخصوصياتهم حيث افتقدت الإثارة نكهتها وحتى الجمهور سئمها لأنها تكررت دون ان تمسّ المشاكل الحقيقية أو تحاول حلّها.
هنا علينا أن نتحكّم في مدى هذا الخطاب لأنه ساهم في اختلاق بعض المشاكل وشاهدنا وسمعنا مستويات تخاطب لا تليق بمنبر اعلامي وجب ان يساهم في تهذيب الذوق العام لأن الأمر تحوّل الى مواجهة شخصية بين أطراف تسعى الى تصفية بعض الحسابات علنا، فما دخل المشاهد في كل هذا وأين الفائدة التي يمكن له تحصيلها؟
محمد الهمامي
الاستاذ عماد الهرماسي (الناطق الرسمي لمستقبل القصرين): غياب الحرفية...
لقد تطور المشهد الاعلامي الرياضي في تونس خلال العشرية الاخيرة من حيث الكم والنوع وأصبح متعددا كما ان التنافس قد احتدم بين وسائل الاعلام سواء المكتوبة منها أو المرئية فأصبحنا نشاهد منافسة في الحصول على الخبر وتحريره والتسابق نحو تحقيق سبق اعلامي وهي تعتبر ظاهرة صحية لا يمكنها الا النهوض بالاعلام الرياضي ومزيد تطويره الا أن ما ينقصنا الآن في اعتقادي هو غياب الحرفية اللازمة لدى بعض وسائل الاعلام فأحيانا تغيب الموضوعية ليحل محلها الذاتية وتصفية الحسابات الضيقة كما أن السبق الصحفي لا يعني الابتذال والبحث عن الاثارة المجانية التي قد تعود بالوبال وتكون لها دور فعال في تشتيت الجمهور وتبتعد عن دورها في النهوض بالرياضة الا أن كل هذه الامور لا يجب ان تكون عائقا أمام حرية التعبير وحرية الصحافة ولعل اهم عنصر لحماية حرية الصحافة هو إلتزام الحرفية وما تقتضيه من التمسك بالمثاق الصحفي واعتماد الموضوعية والحياد وافساح المجال أمام جميع الاطراف للدفاع عن مواقفها لأن حرية الصحافة لا تعني الثلب والنميمة واستغلال المنبر المتاح له لتصفية حسابات او التهجم على الجمعيات ومسؤوليها دون احترام حق الغير في الاختلاف وايصال وجهة نظره للرأي العام.
عامر نصري
الاعلاميات بالإجماع: نرفض أن تدخل هذه العبارات الى بيوتنا
سهام العيادي: لا لتأجيج الجهويات ولا للانفلات..
ما يحزّ في نفسي أن الكثيرين من الرياضيين أستفاقوا أو بالأحرى سجلوا استفاقتهم الا خلال الفترات الأخيرة وبعد أن حصل مؤخرا ما حصل بين أحمد المغيربي والدكتور حامد كمون والحال ان ما حصل قبل هذه اللقطة كان يدمي القلوب وتشمئز منه النفوس ويعكر حتى صفو المشهد الرياضي وغيره.. على غرار ما تسبّب لرئيس الشبيبة القيروانية السيد محمد عطاء الله من إحراج وحتى مرض حين اتهمه احد المتفرجين الذين منحوه «المكروفون» بأقذر النعوت..
وأعتقد أن مثل هذه المسائل خلقت نوعا من الأشياء المرفوضة شكلا ومضمونا وهي الجهويات المقيتة... كما أن الداء استفحل بشكل عميق وتحت غطاء حرية الرأي والتعبير ومن المنطقي جدا وبعد أن «ساب الماء على البطيخ» ودخلت بيوتنا الألفاظ المشينة والحركات التي تتجاوز كل الأخلاقيات والتي تجد من خلالها الأم احراجا كبيرا مع أبنائها وبناتها وغيرهم خاصة لابدّ من الردع وقطع دابر هذا التجاوز الذي أصبح فيه المسؤول «مشلّك» كما أصبح المواطن العادي واعيا أكثر من الاعلامي ومن بعض المسيّرين وأيضا أكثر اللاعبين.. وأعتقد أيضا أن بعض الأطراف أصبحت تتساءل لماذا الطرف المنافس يقوم بما يقوم به... ويبقى هو على ربوة التأمل؟ وعندها أصبح الشعار القيام بما يقوم به الجار.. والإثارة ولو وصل الأمر الى الثلب والتحقير والسخرية والبذاءة وإدراك الدرجة السفلى من الانفلات الأخلاقي وأيضا الاعلامي.. وبالتالي فإنني كإعلامية وبقدر ما رحبت بالخطاب الاعلامي الجديد كمثلي من المواطنين والاعلاميين استأت كثيرا لما حصل وما يحصل خاصة أن حرية الرأي والتعبير تعتبر حقّا من جهة وامتيازا لابدّ من الحفاظ عليه وتعزيزه بالتأكيد على أننا جديرون بذلك وفي المستوى الراقي الذي يليق بنا ويدفع الجماهير الرياضية الى احترامنا وتقدير قطاعنا.
رجاء السعداني: الاعلام ليس «أغنية لكل مستمع»؟!
مما لا شكّ فيه فإن حرية الرأي والتعبير حق نتمتع به في تونس ومنصوص عليه حتى في دستور البلاد ومما لا شكّ فيه ايضا ان الحرية وأي حريّة تنتهي متى بدأت حرية الغير وبالتالي لابدّ من احترام الخطوط الحمراء والتي عادة ما تكون مندرجة في نطاق الأخلاقيات ككل الاعلامية منها والثقافية أيضا... وأعتقد بالمناسبة أن الخطاب الاعلامي هو الذي يرتقي بمستوى الشعوب شأنه شأن الخطاب الثقافي والتربوي باعتبار ان كل هذه الخطب تصبّ في منظومة المساهمة في التطوير والتعمير بما في الكلمتين من معنى وذلك للنفوس والعقول بعيدا عن التشتيت والتمييع والتهميش والنزول الى حديث المقاهي والفيراج. كما ان الخطاب الاعلامي ليس دروسا ولكنه ايضا ليس أغنية لكل مستمع وخاصة في منابر الحوار والملفات والنقاشات.
... كما أعتقد ان الخطاب الاعلامي يساهم في تهذيب الذوق العام والرقي بمستوى المشاهد أو القارئ المتلقي خاصة ان الدولة نفسها مع حرية التعبير وتشجع على ذلك وبالتالي علينا كإعلاميين ان نحترم تلك الحرية ونبقى مع الضوابط والأخلاقيات المهنية في ظل تعدّد القنوات والفضائيات والمنافسة التي فرضت نفسها خاصة ان موقعنا حسّاس وللكلمة وللصورة أهميتها ولذلك لابدّ من الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يؤجج الجهويات والمشاحنات... كما علينا الرجوع الى التذكير بمبادئ الرياضة من أخلاق وتحابب وتعاون وتضامن وتقارب والتي قد يعتبرها البعض كلاسيكية ولكنها تبقى قيما لابدّ منها... ولابدّ من تضافر الجهود بين مختلف الأطراف من مسيّرين ولاعبين ومدربين وجمهور وإعلاميين وحكّام وغيرهم من الذين لهم صلة بالقطاع الرياضي من هياكل وغيرها وبالتالي فإننا وإن نبقى مع الحرية بما في ذلك حرية الرأي والتعبير فإننا نرفض أن تدخل بيوتنا بسببها الألفاظ المشينة والحركات التي تتجاوز كل الحدود والضوابط الأخلاقية والعائلية وأيضا ضوابط البلاد كبلد ديمقراطي له أصوله وتقاليده.
عائدة عرب: أدركت الحقيقة فانسحبت منذ البداية
كأم وكمواطنة أرفض ما اصبح اليوم بمثابة «الموضة» في فضائياتنا وكإعلامية عبّرت عن رأيي منذ فترة بعيدة حين انسحبت من حصة رياضية تلفزية باعتبار ان الاعلام الذي اخترته له أخلاقياته وله أصوله على مستوى الاخبار وإنارة الرأي العام وإيصال المعلومة.
وفي هذا العنصر الثالث (أي أيصال المعلومة ثلاثة أطراف منها الرسالة والمتلقي والباث وطالما أننا نتحدث عن المتلقي فإنه وحيد لا نحترمه وحين نتجاوزه ونجعل من حصصنا تصفية للحسابات واعتداءات على حرمة الأشخاص الذين جاؤوا لخدمة الرياضة ومن المفروض نقدهم ومحاسبتهم (اي المسيّرين) إذا أخطأوا ولكن لا يجب ثلبهم والمسّ حتى من كرامتهم والحل ان وراءهم عائلات وأبناء وأصهار وأصدقاء.
كما أن القدح والتحقير والسخرية والتدخل في الحياة الشخصية للأشخاص يبقى مرفوضا أيضا... وبالتالي لابدّ من احترام القوانين والضوابط والأخلاقيات خاصة أن مثل هذا التيار الجارف لم يتوقف وكان من المفروض ان يتم الردع منذ البداية وبالمناسبة أتساءل لماذا يحصل ما يحصل حاليا فقط؟ ثم هل أنه يمكن ان يأخذ «المصدح» الشأن والحال انه للأصحياء الذين لا يمكن ان يتجاوزوا بقدر ما يجب ان يكون من أصحاب المصداقية والثقة والرقيّ؟ ثم من يتحمل المسؤولية اذا كانت الاطراف التي ليست لها اي صلة بالقطاع وتتهجم كما تريد وتفعل وتعبث كما تشاء وذلك على حساب المشهد الاعلامي والاعلام ككل.. وأعتقد ان التجاوزات تحصل يوما بعد آخر باسم الحرية وحرية التعبير والحال ان الحرية مسؤولية والصحافة مسؤولية والمصدح أيضا بعيدا عن الاتكاء على «عكاز» الشعارات وترديد مقولة تلجيم الأفواه.. ويتواصل معه الثلب خاصة اننا مع الحرية ومع الديمقراطية بكل أشكالها ولابدّ لنا من ان نكون في مستواها وفي حجمها.
علي الخميلي
الجمهور: عبارات هابطة... تحاليل جوفاء داخل اعلام وقع في الرداءة
كيف نصف البرامج الرياضية التي تجاوزت كل الخطوط وكل الحدود وأساءت من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم الى الذوق العام ومتطلباته وخصوصياته واقتحمت تلك الخطابات العقول والبيوت الاكثر تحصينا والتي لم تعد تتحمّل التراشق بالتهم وتلك العبارات الهابطة التي رددتها شخصيات رياضية تدّعي تمسكها بالاخلاق!!
«الشروق» نزلت الى الشارع ورصدت الاراء فكانت كالتالي:
علي صفر (موظف بالبنك المركزي): الساهرون على البرامج الرياضية يتحملون المسؤولية
«أظن أن البرامج الرياضية فتحت الأبواب على مصراعيها بحجّة الجرأة فوقعت في الرداءة فأنا كزوج وكأب أرغب في مشاهدة برامج رياضية راقية لا أن تقتحم بيتي عبارات منحطة لا تمت بصلة الى الاخلاق فنحن مجتمع له تقاليده وخصوصياته التي نرفض الاساءة إليها وأعتقد أن الساهرين على هذه البرامج يتحمّلون المسؤولية بالكامل لأنهم سمحوا بتمرير مثل هذه الالفاظ».
الطاهر العبيدي: نطالب باعلام هادف
«لا أنكر في حالات كثيرة أنني أضطرّ الى اغلاق جهاز الراديو أو التلفزة على حد السواء نتيجة للعبارات المسيئة للاخلاق التي تطالعنا بها البرامج الرياضية بحجّة الصراحة والحرية والجرأة وما شابه ذلك وانني أحمّل المسؤولية بأكملها لمقدّمي البرامج في مختلف الاذاعات والتلفزات في وقت كان من المفترض أن يرتقي الخطاب الاعلامي الى مكانة مرموقة، إنا نريد اعلاما هادفا بدل الاعلام المنحطّ الذي نعايشه حاليا».
حسن الشتاوي: إساءة للذوق العام
«أصبحت مضطرا لمشاهدة البرامج الرياضية على انفراد بحكم ما تتضمّنه من ألفاظ هابطة ومن عدّة مواضيع مخالفة للذوق العام ولا تمت بصلة الى الاخلاق العامة بل إن الاحاديث التي قد يتطرق لها المواطن في المقاهي أرفع بكثير مما هو موجود في ثنايا هذه البرامج المنحطّة!!».
نضال الوسلاتي: الاعلام وقع في فخ الرداءة...
«أنا شاب ومتفتح على الآخرين في شتى أنحاء العالم ولكن ذلك لا يعني ان نسقط في فخ الرداءة بحجّة الجرأة والتفتح فنحن نطالب ببرامج رياضية تعالج نقائص الكرة التونسية بدل التراشق بالتهم والتحاليل الجوفاء».
يوسف دبّاش: الانحطاط الاخلاقي انتقل الى البرامج الرياضية
«إنّ المجتمع التونسي يعيش على وقع تحوّلات كبيرة وأصبحنا نشاهد انسلاخا حقيقيا عن مقومات الشخصية التونسية وأصبحنا نواجه التقليد الاعمى للمجتمعات الغربية وهو ما انعكس بصفة طبيعية على محتوى البرامج الرياضية وطريقة خطابها لأن من يمثلها من محللين ومقدمين ورياضيين ليسوا في نهاية الأمر سوى جزء من المجتمع الذي يعاني انحطاطا أخلاقيا عاما».
هشام بن حسين: نريد مواضيع جوهرية
«شخصيا أرغب في مشاهدة برامج رياضية راقية يقع خلالها التطرق الى مواضيع جادة وجوهرية تخص الرياضة التونسية بدل تبادل الاتهامات والتراشق بالالفاظ وإنني أحمّل المسؤولية والساهرين على هذه البرامج».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.