تنكبّ لجان مختصة صلب وزارة الصحة العمومية على دراسة تقنين عملية التطبيب عن بعد حيث يستطيع الطبيب الكشف عن المريض المتواجد بمكان بعيد عن طريق الاستعانة بكاميرا التصوير كما يمكن لجرّاح الاستعانة برأي زميله عند حدوث تعقيدات.. هي إذن طريقة جديدة في العلاج تعتمدها حاليا الدول المتقدمة وتسعى تونس الى العمل بها لا سيما وأننا نعاني إشكال نقص أطباء الاختصاص بالجهات والاكتظاظ بالمستشفيات. وتحت إشراف وزارة الصحة العمومية نظمت الجمعية التونسية للتطبيب عن بعد والصحة الرقمية المؤتمر الأول حول التطبيب عن بعد بالقطب التكنولوجي للغزالة، حيث التقت «الشروق» ببعض المختصين للحديث عن هذه الطريقة الجديدة في العلاج. مزايا وذكر الدكتور فاروق السبعي نائب رئيس الجمعية أن تونس حاليا تتجه أكثر نحو التطبيب عن بعد نظرا للحاجة الى طب الاختصاص بالمناطق الداخلية. وفسّر بأن الطب عن بعد له مزايا عديدة إذ بإمكانه مساعدة الطبيب المختص أو الجرّاح على إنقاذ حياة مريض بعيد عنه عن طريق النصيحة والارشاد للطبيب الذي يقلّ عنه خبرة. وأضاف أن الطبيب أيضا يواجه أحيانا حالات مستعصية فيجد في التطبيب عن بعد وسيلة ناجعة تساعده على استشارة الخبراء الأجانب. وقال ان هذه الطريقة الجديدة لها فوائد عديدة للمريض والطبيب في آن واحد. وذكر أن هذه التقنيات الجديدة متوفرة بمستشفياتنا لكن بصورة محتشمة ووزير الصحة العمومية أكد أمام اللجنة الوطنية للطب «البعادي» على ضرورة تطويرها. وأوضح أنها حاليا في مرحلة التقنين لأنه توجد عديد النقاط التي تتطلب أخذها بعين الاعتبار كالسرّ المهني وأخلاقيات المهنة وغيرها.. وذكر الأستاذ عادل غزال أستاذ في الاتصالات أن المؤتمر حضره أكثر من 300 مشارك من الاطار الطبي وشبه الطبي ومن القطاعين العمومي والخاص. وأفاد أنه في ظلّ تطور التكنولوجيات الحديثة توجهت الدول المتقدمة نحو استغلالها في مجال الطب والعلاج. وتتوفر حاليا تطبيقات مرتبطة بالصور بالأشعة حيث يمكن للطبيب المختص قراءة نتائجها بينما المريض بصدد القيام بها وهو في مكان آخر. ويمكن كذلك تشخيص المرض عن بعد حيث توجد بعض الأمراض المستعصية في مجال الأمراض الجلدية التي يصعب تشخيصها على الطبيب غير المختص. وذكر أن التشخيص يشمل أيضا القدرة على معرفة درجة حرارة المريض ومستوى ضغطه. وأشار الى أنه توجد حاليا لجنة مختصة في دراسة كيفية تركيز منظومة بمواصفات جيدة مع تحسيس الأطباء وتكوينهم في هذا التوجّه الجديد للطب. وختم بأنه يوجد حاليا 20 مركزا عموميا للتطبيب عن بعد. تعصير الشبكة وقال السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية لدى افتتاحه المؤتمر بأن الوزارة انطلقت فعليا وبعد عديد الاجراءات التمهيدية في إنجاز مشروع هام بالاشتراك مع «اتصالات تونس» قصد تعصير الشبكة الاتصالية لقطاع الصحة. وبالتوازي مع هذا سوف تحرص الوزارة حسب الوزير على تسريع نسق الاصلاحات والبرامج الرامية الى مزيد النهوض باستعمال التكنولوجيات الحديثة للاتصال والمعلومات في اطار إحكام تجسيم الأهداف الرائدة التي تضمّنها المحور الخامس من البرنامج الرئاسي للفترة 2009 2014 الصحة حق أساسي ومقوّم فاعل لجودة الحياة. وذكر أن الوزارة ضبطت خطة للنهوض بالتطبيب عن بعد عبر تركيز فريق من الخبراء لمساندة مشاريع التطبيب عن بعد وتأمين اليقظة التكنولوجية في المجال وإنجاز مشاريع نموذجية في الربط بين المستشفيات الجامعية والجهوية وتركيز أربع لجان مختصة تضمّ الوزارة وعمادة الأطباء والجمعية التونسية للتطبيب عن بعد والصحة الرقمية والتي عهدت لها المهام التالية: 1) إدماج خدمات التطبيب عن بعد ضمن مكوّنات المنظومة الصحية الوطنية وتمّ في هذا الغرض تقديم عديد المقترحات حول إدماج الطبيب عن بعد ضمن عمليات وبروتوكولات العلاج والتنظيم الصحي ويتمّ حاليا درسها على مستوى الوزارة. 2) ضبط كيفية خلاص الأعمال المدرجة في نطاق التطبيب عن بعد وكذلك تعريفاتها. 3) ضبط مجالات التطبيب عن بعد ذات الأولوية وتحديد البروتوكولات الفنية والتنظيمية الخاصة بها وتمّ في هذا الصدد اقتراح مجالات التشخيص عن بعد والاختبار عن بعد والرعاية الطبية عن بعد. 4) استكمال الاطار القانوني الملائم للتطبيب عن بعد عبر اقتراح تنقيح القانون عدد 21 المؤرخ في 13 مارس 1997 وذلك بإدراج التطبيب عن بعد ضمن ممارسة مهنتي الطب وطبّ الأسنان.