أثارت القضية التي رفعتها الزميلة سميرة الدامي الصحفية بجريدة «لابراس» على قناة «نسمة تي. في» العديد من ردود الأفعال والعديد من المواقف، رغم أن الرأي الغالب اتجه نحو إدانة ما صدر عن القناة واعتبار ما جاء على لسان المنشطة مها شطورو من قبيل الثلب والشتم. وقد انصبّ غضب العديد من الناس خاصة على شبكة الأنترنات وفي الموقع الاجتماعي الالكتروني «الفايس بوك» على المنشطة بقناة «نسمة» وذهب البعض الى حد التجريح المضاد كردّ فعل على ما صدر عنها ضد الزميلة سميرة الدامي، وخرج البعض عن منطق الادانة والاستنكار أو المساندة أو إبداء الرأي الى درجة الانفعال والشتم، إلا أنه لو تمّ النظر الى المشكل في هيكليته لتبيّن لنا بأن المسألة أعمق من مجرد الاعتداء على زميلة صحفية عبر قناة تلفزية، إذ ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على أخلاقيات المهنة الصحفية أو تجاوزها عبر شتى وسائط الاعلام وعليه فإنه يبدو أن الاشكالية لها أكثر من بعد مرتبط بجل الأصعدة والمجالات التي لها صلة بالعمل الصحفي. وإن ذلك لا يعني السقوط في منطق التعميم الذي يؤدي بدوره أحيانا الى «التعويم» بل يفترض منا إعادة النظر الى المشكل من زوايا أخرى. والآن، وقد رفع الأمر الى القضاء، فإنه علينا أن لا نسقط في الشخصنة وتحويل المشكل بين الزميلة سميرة الدامي والمنشطة مها شطورو، لأن بعض المتابعين يخشون أن يتم تحميل كل المسؤولية للمنشطة، ومن اليسير التخلص منها، كما تمّ مع الصحفيين الذين تحدث عنهما السيد نبيل القروي المسؤول الأول بقناة «نسمة تي. في» أو كما جرى مع إلياس الغربي المعدّ بالقناة، فالخشية من التوجه مرة أخرى نحو سياسة «كبش الفداء»، في حين المسؤولية يتحملها اضافة الى المنشطة المسؤول قانونا عن القناة إذ أن بعث قناة فضائية ليس بالأمر الهيّن، وهو مشروع لا يستوجب فقط القوة المالية بل من الضروري توفير العنصر البشري المحترف، فالاشكال ليس قانونيا فقط.