عمّ أمس مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية طوفان من الغضب غداة المذبحة التي سقط فيها 6 شهداء معظمهم من كتائب شهداء الأقصى التي هددت الصهاينة برد عنيف جدا... وعلى الميدان حصد أمس العدوان الصهيوني مزيدا من الشهداء والجرحى وخلف أيضا مزيدا من الخراب. وفي سياق حملة الاغتيالات المتواصلة بلا انقطاع كانت قوات الاحتلال قد اقترفت أول أمس مذبحة حقيقية في مدينة طولكرم استشهد فيها 6 فلسطينيين بينهم 4 من عناصر كتائب الأقصى الذراع العسكرية لحركة «فتح». سخط عارم ورد قادم وترجل أفراد وحدة صهيونية خاصة من سيارة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية ثم أطلقوا النار دون انذار على الشهداء الستة الذين كانوا متواجدين في احد الشوارع. وذكر مصدر طبي أن جميع الشهداء وبينهم هاني عويضة القائد المحلي لكتائب الأقصى، اصيبوا بالرصاص في الصدر والرأس. وأصاب أفراد الوحدة الاسرائيلية الذين كانوا متنكرين بلباس مدني فلسطينيين آخرين في العملية ذاتها واعتقلوا بعضهم... وعم أمس الغضب أرجاء طولكرم حيث تم تشييع الشهداء في جو امتزج فيه السخط على الصهاينة بالحزن على الضحايا. وشارك ما لا يقل عن 10 آلاف فلسطيني في الجنازة مرددين هتافات تنادي بالثأر للشهداء الذين لفت جثامينهم بالاعلام الفلسطينية وعُصبت رؤوسهم برايات كتائب الأقصى. وأكد عدد من أهالي الشهداء انهم تعرضوا للاغتيال دون انذار من جانب الوحدة الصهيونية الخاصة وبينما هتف الحشد مطالبا بالثأر. أكد متحدث باسم كتائب شهداء الأقصى أن الرد على الجريمة سيكون عنيفا. وتعهدت كتائب الأقصى في الوقت ذاته بملاحقة العملاء وتقديمهم الى العدالة مؤكدة تشكيل فرق خاصة لتنفيذ هذه المهمة. وقالت خيرية شنتير والدة الشهيد محمد شنتير (18 عاما) (الذي لم يكن مقاتلا) ان ابنها استشهد بعد اسبوع فقط من نيله شهادة ختم التعليم الثانوي التي تخول له الدخول الى الجامعة في السنة الدراسية الجديدة. وأكدت أن ابنها أصيب برصاص جنود الاحتلال بعد خروجه من المنزل بقليل مضيفة أن العسكريين الصهاينة منعوا الاسعاف عن ابنها الذي ظل ينزف لمدة ساعة ونصف الساعة إلى أن فارق الحياة. وفي الضفة الغربية أيضا كانت القوات الإسرائيلية قد نفذت الليلة قبل الماضية مداهمات واسعة افضت الى اعتقال 18 فلسطينيا على الأقل. وكان 6 فلسطينيين قد جرحوا أول أمس أثناء مواجهات مع جنود الاحتلال في مخيم «قلنديا» جنوبي رام الله. وفي قطاع غزة استشهدت أمس سيدة فلسطينية مريضة عقليا تدعى غالية يونس (50 عاما) بعد أن أطلق عليها جنود الاحتلال عدة رصاصات لدى اقترابها من السياج المحيط بمستوطنة في منطقة «القرارة» بخان يونس جنوبي القطاع. وفي وقت لاحق استشهدت الطفلة سارة زعرب (12 عاما) برصاص جنود الاحتلال في مخيم خان يونس. وقبل هذه الجريمة كانت الدبابات الاسرائيلية قد قصفت الليلة قبل الماضية المخيم الغربي في خان يونس. وقالت أمس مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال كثفت وجودها في شمال القطاع وخصوصا في بيت حانون وبيت لاهيا ومداخل منطقة جباليا ومخيمها. وللمرة الثانية في غضون ساعات قصفت المروحيات الاسرائيلية أول أمس والليلة قبل الماضية منزلا من طابقين في أحد احياء مدينة غزة بدعوى أنه يضم ورشة لانتاج صواريخ «قسام» وردت المقاومة الليلة قبل الماضية وأمس بقصف مستوطنات داخل القطاع وفي منطقة النقب بجنوب فلسطينالمحتلة مما تسبب في جرح 6 مستوطنين على الأقل (في مستوطنة نفيه ديكاليم) وتبنت كتائب عز الدين القسام قصف المستوطنة الذي سقط فيه الجرحى.