نشب عصر يوم السبت حريق ضخم ومروع في مستودع لإصلاح السيارات بأحد أحياء مدينة القيروان أدت ألسنة لهبه الى تفحم 3 سيارات كانت بداخله ومسببة الذعر والذهول لدى عائلتين تسكن بالبناية التي تأكل سقفها وغمرها الدخان والحرارة. أعوان الحماية المدنية كانوا رجال الواقعة بفضل تدخلهم السريع والمتقن كما تدخل أعوان الأمن للتحقيق في أسباب الواقعة وسط متابعة حاشدة من الجيران والأقارب والمارة. وحسب المعطيات الاولية التي استقتها «الشروق» من شهود عيان فإن الحريق نشب حوالي الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم السبت في أحد المستودعات المختصة في إصلاح السيارات (ميكانيك) بأحد أحياء مدينة القيروان. وذكر شهود عيان انهم شاهدوا أعمدة الدخان الأسود تتصاعد بشكل مكثف وهي تلتهم محتويات المستودع دون هوادة وقد اكد بعضهم ان أعمدة الدخان شوهدت من أماكن بعيدة. وأكدوا أن الحريق اصاب عائلتين تقيمان في نفس المبنى بالذعر والخوف، إحداهما بالطابق السفلي بجوار المستودع والاخرى بالطابق العلوي، ممّا دفع افرادها الى مغادرة المسكن واللجوء الى الشارع في حالة صدمة وذعر. وذكر شهود عيان ان أعوان الحماية المدنية حضروا بجميع آليات الإطفاء بعد لحظات من نشوب الحريق وبذلوا أقصى جهودهم في السيطرة على الحريق الذي تعاظم لهيبه وتمكنوا من منع انتشار النيران في المساكن المجاورة والسيطرة عليها في وقت وجيز. وقد بذلوا جهدا كبيرا وحرفية في التعامل مع الحريق بشكل يستحق الثناء فتمكنوا من إنقاذ احدى السيارات بإخراجها في الوقت المناسب من داخل المستودع الذي تحول الى كرة من اللهب. كما تولت الجهات الأمنية التي حضرت بكثافة التحقيق في أسباب الحريق التي لا تزال مجهولة ومتضاربة. وقد تابع معتمد الجهة مراحل الإطفاء التي شهدت حضور جماهير غفيرة كتلك التي تشهدها المقابلات الرياضية. أسباب؟ ولا تزال الأبحاث جارية للتعرف على الأسباب وتحديد الخسائر التي كانت بليغة. فقد ادى الحريق الى تفحم 3 سيارات كانت داخل المستودع اودعها اصحابها بغية اصلاح العطب وتتمثل في سيارتي أجرة وسيارة (ڤولف 4) الى جانب تفحم جميع محتويات المستودع بل ان النيران أدت الى تهاوي جزء من سقف المستودع الى جانب تصاعد الدخان الذي اخترق المساكن. ولم يتم انقاذ سوى سيارة أجرة تعرضت الى حروق طفيفة. واكد شهود عيان انه من حسن الحظ لم تسجل اية إصابة بشرية. وبحسب مصادر رسمية وغير رسمية متطابقة فإن الحريق ناتج (مبدئيا) عن شرارة كهربائية احتكت بالبنزين. وذكر أحد المصادر عن احد العمال قوله انه كان بصدد اصلاح احدى قطع السيارة (كاربيراتور) وقد كان يحمل باحدى يديه مصباحا كاشفا موصولا بالكهرباء ويمسك باليد الاخرى فرشاة وهو يقوم بتنظيف قطعة الغيار داخل اناء مليء بالبنزين. وذكر العامل انه فوجئ بالمصباح ينفجر قبل ان تنشب النيران وتتسع شرارتها مستعينة بحاويات بلاستيكية تحتوي على البنزين (محروقا حسب تاكيد أصحاب المحل) ممّا ساهم في انتشار النيران بشكل سريع. ولا تزال الأبحاث جارية لتحديد الأسباب الحقيقية بالاستعانة مع خبراء في الاختصاص. بينما اكد البعض ان الاضرار كانت فادحة لصاحب المستودع ولأصحاب السيارات التي تفحمت على آخرها وخصوصا سيارتي الاجرة وهما يمثلان مصدر رزق اصحابها.