افتتح أول أمس السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية أشغال المؤتمر المغاربي الثاني لطب الاستعجالي والكوارث التي تعقد بمدينة الحمامات بحضور أخصائيين في المجال من مختلف البلدان المغاربية والعربية والأوروبية وعلى هامش المؤتمر حاولنا التطرق الى بعض النقائص والاشكاليات التي يشكو منها قطاع الطب الاستعجالي والكوارث. رغم إرساء استراتيجية وطنية للنهوض بالطب الاستعجالي في تونس تقوم على مجموعة من المبادئ مثل الجودة والنجاعة وشمولية التغطية فإن أقسام الاستعجالي التي بلغ عددها 182 قسما استعجاليا يزورها أكثر من 4.200.000 مواطن في السنة ويتزايد هذا العدد بنسبة 5٪ كل سنة وتشكو هذه الأقسام الاستعجالية وخاصة الجامعية منها من ظاهرة الاكتظاظ. ويفسر هذا الاقبال باعتقاد المواطن أن هذه الأقسام الاستعجالية الجامعية تقدم أفضل الخدمات وتتوفر بها أحسن التجهيزات ويفضّل الالتجاء إليها عوضا عن العيادات الخارجية. أما في المملكة المغربية فقد أكد لنا أحد الأطباء المغاربة وضيوف المؤتمر أن النقائص التي تواجه الطب الاستعجالي تكمن بالأساس في الاكتظاظ والازدحام وأن أغلبية الحالات ليست حالات استعجالية حقيقية أي يمكن معالجتها في أقسام أخرى لتفادي الضغط والاكتظاظ. وأضاف: «رغم وجود طب الاستعجالي كاختصاص قائم الذات بالمغرب منذ أكثر من 5 سنوات فإن مشكلة الاكتظاظ تؤرقنا وتقلّل من العمر الافتراضي للأجهزة الطبية فكثرة استعمالها تجعلها عرضة للعطب والتقادم». وفي مجال مواجهة الكوارث أشار الدكتور ابراهيم عبد الرحيم مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس الى أهمية بناء القدرات الفنية في المؤسسات الصحية لمواجهة الكوارث والطوارئ التي لا يوجد بلد في العالم مهما كانت حجم قوته ومستوى تقدمه في مأمن من مخاطرها بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا.. نحن في منظمة الصحة العالمية نولي أهمية قصوى للكوارث ونعتبر درء مخاطرها جزءا مهما من صحة المواطن ونعوّل على العلاقة الوثيقة التي تربطنا بقطاع الصحة في تونس لدعم الاستجابة الوطنية في هذا المجال ولتفعيل الخطة الاستراتيجية لمواجهة الكوارث.. ويقيني أن أي تعاون سيؤتي أكله في هذا الاطار. الطب الاستعجالي اختصاص تمّ تدعيم التكوين في مرحلة التكوين الأساسي والمستمر وتمّ إحداث ماجستير مختص في الطب الاستعجالي يعنى بالاحاطة بالحالات الاستعجالية ويدرّس بكلّ من كليات الطب بتونس وصفاقس وسوسة مكّن من تكوين أكثر من 300 طبيب في هذا الميدان وأصبح الاستعجالي اختصاصا منذ سنة 2005 ويتابع هذا الاختصاص 35 مقيما.