هل يمكن ان تعود الكرة التونسية الى قلب افريقيا من بوابة الأندية؟ ذلك هو السؤال الذي يرافق خروجنا هذه الايام بأربعة فرسان هم أفضل ما عندنا لنطارد اميرتين افريقيتين سبق لهما ان ذاقتا نبيذ العرق التونسي في أكثر من مناسبة قبل ان تسقط عنا رغبة المطاردة في السنوات الأخيرة الى درجة صرنا معها نخشى على أنديتنا من السقوط بنتائج «تاريخية» تزيد في أزمتنا المعنوية. الافريقي قدم في مباراة الذهاب أمام شبيبة القبائل واحدة من تلك المباريات الخالدة رغم انه لم ينتصر.. لكنه في المقابل وقف وقفة رجال امام ظلم الحكم وقوة المنافس وتجاوز نقصه العددي واقتلع تعادلا لم يكن سهل المنال.. وبالتالي نتمنى ان تحافظ المجموعة على تلك الشعلة من الحماس وتلك المسحة من الأمل لتضرب في أرض الجزائر موعدا آخر مع الابداع والاقناع وتفرض على شبيبة القبائل الانصياع وذلك ليس بعزيز على افريقي مكتوب عليه ان يكون جميلا وشجاعا بشرط ان تغيب فلسفة لوشانتر ويضع اللاعب المناسب في المكان المناسب ليخط الافريقي السطر الاول من ملحمة رابطة الأبطال التي مازالت لذاذتها عالقة بأفواهنا عندما تجنّد رجال عاهدونا على جلبها من قلب الأدغال الافريقية. كأس ال«كاف» التي بدأ بريقها يخفت وكأنها صارت «زائدة» على النصاب، مازلنا نشتاق اليها رغم ان الارقام تقول ان أكبر من فاز بها وربما من هذه النقطة بالذات يخفت بريقها في قلوبنا... وما هو مؤكد ان النجم الساحلي والنادي الصفاقسي سيتصرّفان بنفس المنطق في مواجهتي اليوم مع القوات المسلحة بالنيجر وأهلي طرابلس الليبي.. فالنجم الذي خسر اللقاء في آخر لحظة سيرمي بكامل جيشه الهجومي نحو مناطق المنافس لارباكه وسحب البساط من تحت قدميه وإبعاده عن الطريق المؤدية الى الدور القادم خاصة ان المدرب «بيت هامبرغ» يمشي منذ مدة على جمر الخوف من حدوث اي مكروه او اي تصادم مع الجمهور وهو يعلم ان الضرب بقوة في لقاء اليوم سيحميه اولا من أظافر النهش وثانيا سيرفع من معنوياته ليحقق ما جاء من أجله الى النجم الذي يبقى بكل المقاييس أكبر من التوقف في هذه المرحلة من المطاردة.. النادي الصفاقسي يعرف بدوره ان التعادل الذي تحقق على ارض المنافس ليس إيجابيا في «علم الكرة».. لأنه بكل بساطة حوّل وجهة الضغط من طرابلس الى صفاقس.. وهو ما نتمنى ان يفهمه اللاعبون ويستعدون له ليغلقوا منافذ المفاجآت السيئة ويتعهدوا بمصالحة جمهورهم الذي مازال ينتظر المزيد من النتائج الوردية التي تليق بحجم وعراقة المدرسة الصفاقسية.. سليم الربعاوي أسبقية تونسية أمام الفرق الجزائرية المنافسات المغاربية في المسابقات القارية متجذرة في أعماق التاريخ وهي معروفة بطابعها التقليدي ورونقها المميز بحكم الروابط الجغرافية والتاريخية لذلك تعوّدنا مع كل إطلالة كل حوار بين الأشقاء للرجوع للأرشيف للبحث عن المخطوطات المؤرخة لهذه المواجهات. جمع المكتوب الفرق التونسية بالأندية الجزائرية في مختلف المسابقات الإفريقية 36 مرة وكان الفوز حليف ممثلينا 21 مرة مقابل 10 للفرق الجزائرية مع نهاية 6 مقابلات بالتعادل وعرفت هذه المواجهات تسجيل 88 هدفا منها 54 للفرق التونسية و34 للأندية الجزائرية وكان النجاح حليف ممثلينا 14 مرة مقابل 4 فقط للمنافس وهذا الجرد الكامل لهذه المنافسات. في كأس الأبطال دورة 1986: الترجي الرياضي تيزي وزو 20 و12 (ترشح الترجي الرياضي) دورة 1988: وفاق سطيف النجم الساحلي 12 و20 (تأهل وفاق سطيف) دورة 1989: مولدية وهران الترجي الرياضي 23 و31 (ترشح مولدية وهران) دورة 1994: الترجي الرياضي مولدية وهران 31 و22 (تأهل الترجي الرياضي) دورة 2003: الترجي الرياضي اتحاد العاصمة 10 و20 (ترشح الترجي الرياضي) دورة 2004: الترجي الرياضي اتحاد العاصمة 20 و03 تأهل الترجي مع جان دارك السينغالي في دوري المجموعات) دورة 2006: النادي الصفاقسي شبيبة القبايل 10 و20 (تأهل الصفاقسي مع الأهلي في دوري المجموعات) دورة 2007: النجم الساحلي شبيبة القبائل 30 و20 (ترشح النجم الساحلي) دورة 2009: النجم الساحلي أولمبيك الشلف 21 و00 (ترشح النجم الساحلي) دورة 2010: النادي الإفريقي شبيبة القبائل 11 في كأس الكنفدرالية دورة 1992: النادي البنزرتي مولدية وهران 00 و20 (ترشح البنزرتي) دورة 1995: النجم الساحلي اتحاد برج منايل 13 و20 (ترشح النجم الساحلي) دورة 2000: شبيبة القبائل النجم الساحلي 10 و01 (تأهل شبيبة القبائل بضربات الجزاء) دورة 2001: شبيبة القبائل النجم الساحلي 12 و10 (فوز الشبيبة باللقب في النهائي) دورة 2005: مستقبل المرسى اتحاد العاصمة 11 و11 (ترشح المستقبل بضربات الجزاء) دورة 2008: النادي الصفاقسي شبيبة بجاية 10 و11 (تأهل الصفاقسي) دورة 2008: النجم الساحلي شبيبة القبائل 01 و20 (تأهل النجم الساحلي) في كأس الكؤوس دورة 1988: النادي البنزرتي اتحاد الحراش 10 و01 (تأهل البنزرتي بضربات الجزاء) دورة 1990: النادي الإفريقي سريع غليزان 41 و20 (تأهل الإفريقي). توفيق حكيمة بلقاسم طونيش: لن نفرط في الترشح... بداية لابد من الاشارة الى أن فترة «البطالة» التي عرفتها منذ انتقالي الى صفوف النجم أثرت على مردودي قبل أن أتدارك الامر وأستعيد لذة اللعب. إن مركز ظهير أيمن سبق لي أن شغلته منذ كنت في الملعب التونسي وكل ما أتمناه هو أن أكون عند حسن ظن الجميع في هذه الخطة. أما بخصوص مواجهتنا لنادي القوات المسلحة بالنيجر فإن المقابلة هامة جدا بالنسبة لنا... فهي مقابلة التأهل للدور القادم. ونظرا لكوننا مصممين على تدارك عثرة الذهاب فإن تصميمنا واضح على تحقيق انتصار يضمن لنا العبور. وخلافا لما يعتقده البعض فإن المنافس ليس باللقمة السائغة وقد حذرنا المدرب من ردة فعله ولأجل ذلك سنعمل على فرض لوننا حتى نسجل الاهداف التي نحتاجها مع ضمان التغطية الدفاعية اللازمة حتى لا نفرط في الترشح. باللطيفة تحت مجهر المنذر الكبير: الضغط الهجومي سلاح الافريقي، النجم مطالب بالواقعية، والصفاقسي عليه استغلال ضعف دفاع الخصم ثلاثة فرق تونسية تخوض اليوم مقابلات الاياب في اطار مسابقتي كأس رابطة أبطال إفريقيا والاتحاد الافريقي في مواجهات تختلف درجة صعوبتها بداية من المهمة الصعبة للنادي الافريقي، الى المواجهة السهلة على الورق للنجم وصولا للاختبار الفخ للنادي الصفاقسي. المنذر الكبير يؤمّن لنا في هذه الورقة قراءة فنية لهذه المباريات. مباراة الافريقي تبقى صعبة بالنظر الى معطيات لقاء الذهاب والنتيجة الحاصلة وبالنظر كذلك الى قيمة المنافس الذي يتمتع بهجوم سريع ووسط ميدان خلاق يجعل من تنشيطه الهجومي خطيرا. في ظل هذه الظروف، الافريقي مطالب باعتماد طريقة الضغط الهجومي العالي واستغلال ضعف الفريق القبائلي على الأطراف والفراغ الموجود بين لاعبي الارتكاز والمدافعين وعدم انتظار المنافس لأن أي هدف يقبله الافريقي سيصعّب من مهمته لذلك عليه تصدير الضغط للمنافس وعدم التفكير كثيرا في غياب ألاكسيس والسويسي ووجوب إيجاد الحل في هذه المراكز. هجوم النجم سيكون حاسما منافس الهجم ليس من العيار الثقيل لكنه يلعب الكرة بشكل جيد وسريع انطلاقا من خط الوسط والهجوم، لكن دفاع فريق القوات المسلحة من النيجر ضعيف وسهّل المباغتة ولذلك سيكون النجم مطالبا بتسجيل أكبر عدد من الأهداف وهنا تكون الواقعية الهجومية مطلوبة وقد لا يكفي المدرب هامبرغ اعتماده على رأس حربة وحيد أمام الكم الهائل من الفرص التي يوفرها الثنائي إيريك كاريكاري وطامبو فايو بمساندة شاكر الزواغي، لذلك يجب العمل على التجسيم وضمان المباراة منذ البداية وعدم اللعب بالنار لأن المهمة ليست بتلك السهولة. النادي الصفاقسي في طريق مفخّخ مباراة النادي الصفاقسي وأهلي طرابلس تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات ويمكن وصف طريق زملاء قمامدية بالمفخخ لكن المهم في كل ذلك أن النادي الصفاقسي يمر بفترة زاهية وعليه استثمار هذه الفترة وتجسيمها واللعب على نقاط قوته المتمثلة في وسط الميدان المتوازن في وجود كمال زعيم وشادي الهمامي وشاكر البرقاوي وهم يعملون على تسهيل مهمة هيكل قمامدية وتوفير حلول اضافية لدومينيك وصوما نابي، في المقابل يعاني فريق أهلي طرابلس الليبي من سوء تنظيم دفاعي على النادي الصفاقسي استغلاله، لذلك فإن السيناريو الأمثل هو التسجيل منذ البداية لتجنب المفاجآت. محمد الهمامي الأرقام مع النجم: فارس النهائيات وساحر الأميرات في الخزانة القارية للنجم الساحلي ثروة نادرة من الألقاب القارية حصدها في ظرف وجيز وتتمثل في 8 ألقاب رفعها خلال 14 سنة فقط (بين 1995 و2008) وهي كأس الكنفدرالية (3) وكأس الكؤوس (2) والكأس الممتازة (2) وكأس رابطة الابطال (1) مع الارتقاء بانتظام للادوار المتقدمة وهذه المعدّلات ترشح فريق جوهرة الساحل كالعادة للتراهن بجديّة على التتويج. لعب النجم الساحلي 163 مباراة قارية حقق خلالها 90 فوزا مع 30 تعادلا و43 هزيمة ومنذ سنة 1995 عرفت مشاركاته نقلة نوعية وأصبح من فرسان النهائيات حيث لعب في المرحلة الاخيرة 6 نهائيات متتالية (بين 2003 و2008) وهذا الكشف يؤكد هذه الحقيقة. 1995: الحصول على كأس الكنفدرالية 1996: نهائي كأس الكنفدرالية 1997: الحصول على كأس الكؤوس 1998: ربع نهائي كأس الابطال 1999: الحصول على كأس الكاف 2000: ربع نهائي كأس الكاف 2001: نهائي كأس الكاف 2002: ربع نهائي كأس الكاف 2003: الحصول على كأس الكؤوس 2004: نهائي كأس الابطال 2005: نهائي كأس الابطال 2006: الحصول على كأس الكاف 2007: الحصول على كأس رابطة الابطال 2008: نهائي كأس الكاف 2009: دورة المجموعات لكأس الكاف 2010: أسبقية تونسية رغم مشاركاته المكثفة والمنتظمة في مختلف المسابقات القارية للاندية فإن النجم الساحلي يلتقي للمرّة الاولى مع فريق من النيجر وعندما نعود للارشيف نكتشف السيطرة المطلقة لفرسان تونس أمام أندية النيجر فمنافس النجم الساحلي انسحب في دورة 2006 لكأس رابطة الأبطال امام النادي الصفاقسي بعد انهزامه ذهابا وايابا (3/1) و(4/0) كما سبق للترجي الرياضي التأهل سنة 2001 في نفس المسابقة أمام شبيبة تينري بعد فوزه أيضا ذهابا وإيابا (1/0) و(3/1) وانتصر ايضا في دورة 2004 على ساحل النيجر ذهابا وايابا (4/0) و(1/0) كما انسحب هذا الفريق مؤخرا أمام النادي الافريقي بعد فوزه بملعبه 2/1 وانهزامه بتونس 1/0 فهل سيستثمر النجم الساحلي هذه الاسبقية التاريخية ويتجاوز هزيمته الخفيفة (1/0) بالنيجر؟