بعد مرور أكثر من أربعة أسابيع على انطلاق برنامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية «ستار أكاديمي» على قناة «ال بي سي» اللبنانية بات جليا للمشاهد العربي التراجع الملحوظ في مستوى البرنامج تراجع يتجاوز الجانب الموسيقي ليشمل الجانب الأخلاقي منه ومرده عبث القائمين عليه بموسيقانا العربية وبثقافة شعوبنا وخصوصيتها ليلحق بذلك برنامج «الستار» «العار» بحق هويتنا العربية بصفة عامة خاصة أن الاستراتيجية الحقيقية لمثل هذه البرامج التجارية هي الترويج للابتذال مقابل الرغبة الجامحة لتحقيق الأرباح المادية. فبدل أن يكون «ستار أكاديمي» فضاء لتمكين الشاب العربي من التعرف على الهوية الحقيقية للموسيقى العربية من خلال حرص أساتذته على تشجيع الطلبة بضرورة التمسك بأصالة الأغنية العربية رفع البرنامج راية الولاء للموسيقى الغربية واقعا في فخ التبعية التي لا تختلف عن أشكال التبعية الأخرى التي تعاني منها أمتنا العربية معبرا عن مدى انبهار وإعجاب القائمين عليه بهذا النوع من الموسيقى فبدا غير مكترث بما يمكن أن يحدثه هذا التجاوز من تأثير سلبي على مكانة الأغنية العربية لدى الشاب العربي فكان بذلك أن ألحق ستار أكاديمي في موسمه السابع العار بحق موسيقانا قد تجاوز في هذه المرة نشاز أصوات الطلاب وأجساد الأكاديميات شبه العارية. وقد شمل هذا التجاوز الجانب الأخلاقي منه حيث نلاحظ الجرأة المبالغ فيها في تعامل الطلبة وعلاقاتهم الشخصية جرأة تثير الاستغراب خاصة إذا تابعت أخبارهم اليومية فقد بدا الطلبة غير مكترثين للعائلة العربية المتابعة لهم أو حتى للشباب المراهق الذي يعد الأكثر إقبالا على مثل هذه البرامج فالطلبة لم يترددوا في التعبير عن مشاعرهم المصطبغة بجرأة تتخالف وأخلاق العائلات العربية هكذا أراد البرنامج أن ينشر فوضته غير البناءة في سماء الموسيقى العربية كان من تبعاتها أنها ألحقت العارا فنيا وأخلاقيا بعد أن اختار العبث بالهوية الحقيقية للموسيقى العربية بحجة التنوع الموسيقي والتجسيد ولن نستثني هذا العار الذي لحق بالبرنامج المشاركة التونسية فالمشاركة التونسية في موسمها السابع تعد الأسوأ على الاطلاق لعدم تحلي الطالبتان التونسيتان بضبط النفس أو حسن المعاملة تجاه بعضهما البعض فكان الصدام الذي وقع بين الطالبتين التونسيتين الأكثر عنفا في تاريخ ستار أكاديمي والتي لم تتوان مواقع «الفيس بوك» في نشرها دون أن ننسى تكتلات وتحالفات الطلبة التي ذكرتنا بحدة انقسام الداخل الفلسطيني أو المواقف العربية على حد سواء. لقد تجاوز ستار أكاديمي في نسخته السابعة مدة صلوحية ومثل هذه البرامج التجارية وقعت في مطب التكرار والاستهلاكية فضلا عن التشويه الصارخ للهوية العربية كل ذلك حصل في برنامج «الستار» في هذا الموسم جالبا ل«العار» خاصة أنه لم يكن غير محطة شبيهة لبعض القنوات الغنائية العربية لذلك وجب على كل مشاهد عربي أن يضع هذا البرنامج تحت المساءلة حفاظا على ما تبقى من هويتنا العربية وحفاظا على مكانة هذه الموسيقى لدى شعوبها.