أسدل الستار مساء أمس الأوّل على فعاليات اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس التي انطلقت يوم الخميس 1 فيفري 2010 بعرض شريط «كان يامكان في هذا الزمان» للمخرج التونسي هشام بن عمّار. هذه الدورة الخامسة من وثائقيات في تونس تضمّنت 60 شريطا اختلفت مضامينها وتعدّدت عناوينها وأرادت ان تفصح عن واقع من كل زمان ومكان صوّرت بعدسات مخرجين من كل بلاد العالم. وقع خاص هذه الأشرطة كان لها وقع خاص في نفوس الجمهور فهي من صميم الواقع لا زيف فيها ولا ابهار... ولا خدع سينماية إنه الواقع بأم عينه. قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية... فشاهدنا بغداد الجريح وأطفاله ومحمود درويش من فلسطين والطفل المبدع من تونس والعاملات بأجسادهن من فرنسا... هذه الدورة اخترقت كل الحدود ولامست الواقع عن قرب بل كشفت عنه دون قيود... وفسحت المجال لكل المبدعين لابراز مواهبهم عن طريق عدسات استطاعت أن ترصد أدقّ تفاصيل الواقع وأن تبرز وقائع كانت في وقت قريب من المحظورات. استفهامات اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي في تونس التي احتضنتها بلادنا هذه الايام خلّفت العديد من الاستفهامات. ومع هذا الكمّ الهائل من الأشرطة العربية والتونسية خاصة يمكن التساؤل لماذا لا تهتم الفضائيات العربية والتونسية خاصة ببث هذه الاشرطة الوثائقية؟ ولماذا لا تأخذ حظها من الدعاية مثل الأفلام السينمائية؟ الإجابة واضحة هذه الأشرطة ليست تجاريّة لذلك لا نجدها على الفضائيات ولا في الأفيشات فهي تقريبا موسمية يلتقيها المشاهد في مثل هذه التظاهرات. ما يمكن أن يلاحظ في هذه الدورة أيضا أنها استقطبت عددا كبيرا من الشباب ومحبّي الأفلام الوثائقية. إلا أن ما نعيبه على هذه الدورة الخامسة من وثائقيات في تونس أنها عمّقت أزمة قاعات السينما فبدل من تنشيطها في مثل هذه التظاهرة زادتها ركودا وتم عرض الأفلام في كل من المسرح البلدي وقاعة الفن الرابع ودار الثقافة ابن رشيق، واستقالت دور السينما من هذه العروض.