مكاوي اسماعيلي تاجر في قطاع الملابس عرف الحبيب بوعبانة عن طريق الصدفة في احدى ليالي باب البحر ومنذ تلك الليلة جمعته به مودّة كبيرة دفعته الى شراء لوحاته وخصه الحبيب بوعبانة بأجمل لوحاته اذ يملك الآن مكاوي حوالي 40 لوحة اعتبرها الخبراء في الفن التشكيلي اهم مجموعة في تجربة بوعبانة الذي كان معروفا بغزارة الانتاج وبيع لوحاته بشكل يومي تقريبا لتأمين تكاليف حياته كما اختارها. وبعد رحيل بوعبانة ارتفع ثمن لوحاته التي اصبحت عملة نادرة لكن مكاوي اسماعيلي يرفض بيع لوحات بوعبانة رغم الطلبات المتكررة وفسّر مكاوي اسماعيلي هذا الموقف ل «الشروق» بقوله: اعتبر نفسي ابن الحبيب بوعبانة كان صديقي وأخي ووالدي لذلك لم يتعامل معي كتاجر يريد ان يشتري لوحات ليبيعها فأنا لم اكن اهتم اصلا بالفن التشكيلي ولا افهم فيه لكن علاقتي ببوعبانة اجبرتني لأكون صاحب مجموعة فهذا ليس اختيارا مني بل اختيار بوعبانة الذي يشعرني دائما، رحمه الله وكأنه يستأمنني على لوحاته لذلك كانت علاقتنا وطيدة وارفض بيع لوحات بوعبانة لأنني اعتبرها روحه التي لم تغادرني فأنا لست مستعدا للتفريط في اي لوحة من لوحاته ومستعد للمساهمة في اي احتفالية من اجله لأن بوعبانة كان فنانا عظيما لا يمكن ان تنساه الذاكرة التونسية بسهولة.