حذّرت قوات الاحتلال الامريكي في العراق سكّان مدينة الفلوجة من أنهم قد يحرمون من مساعدات قيمتها 102 مليون دولار اذا لم يوقفوا الهجمات ويسمحوا لجنود الاحتلال بدخول المدينة والسيطرة عليها ولم يبدو «تعاونا» مع قوات الاحتلال التي ظلت عاجزة عن السيطرة على المدينة. وطالبت القوات الامريكية في منشور ألقته على المدينة بواسطة الطائرات اهالي الفلوجة بفسح المجال امامها لتمكينها من حريّة التنقل في المدينة لتقييم الاضرار بزعم رصد المبالغ اللازمة للاعمار وتمكين القوات المتعددة الجنسيات من البدء في اعادة بناء الفلوجة واشترطت القوات الامريكية تخصيص هذه الاموال للمدن التي وصفتها بالمسالمة والمنفتحة. وتصف سلطات الاحتلال الامريكي في العراق مدينة الفلوجة بالمتمردة لانها تحوّلت منذ الغزو الى معقل للعمليات المناهضة للاحتلال. وجاء في المنشور «إذا لم تتسحن الحالة الامنية فإن الفلوجة ستخسر 102 مليون دولار امريكي من المشاريع المخصصة للمدينة والموافق عليها من ضمنها مشروع تنقية المياه والذي خصص له 35 مليون دولار. وأضاف المنشور «قتالنا ليس مع اهالي الفلوجة الشرفاء وانما مع الاشخاص الذين يحتجزون مستقبل الفلوجة رهينة لمصالحهم الشخصية» حسب مزاعم الاحتلال. وطالبت القوات الامريكية في المنشور اهالي الفلوجة بالتحرّك ومطالبة قادتهم «بالتعاون كليا مع القوات المتعددة الجنسيات من أجل الامن الى المدينة وحتى تنالوا حقكم من مكافأة السلام» بحسب ما جاء في المنشور. وبعد اشتباكات ضارية جرت في ا فريل الماضي استشهد فيها مئات العراقيين انسحبت القوات الامريكية من الفلوجة وسلّمت مسؤولية الامن الى كتيبة عراقية. وقال منتقدون ان هذه الخطوة سمحت بتحويل الفلوجة الى ملاذ آمن للمقاتلين وأخضعت المدينة لسيطرتهم. وشنت الطائرات الامريكية عددا من الغارات الجويّة على الفلوجة في الاسابيع القليلة الماضية بزعم تعقّب اتباع الاردني أبي مصعب الزرقاوي الذي يشتبه في صلته بالقاعدة. وقد أصيب أمس 6 عراقيين بجروح منهم امرأتان وطفلة في قصف على احدى القرى المجاورة للفلوجة ولا تزال القوات الامريكية متمركزة قرب الفلوجة منذ بدء الحصار على المدينة في افريل الماضي. وعاشت الفلوجة اسابيع من القتال حيث الحق المقاومون خسائر فادحة بقوات الاحتلال والمتعاونين معها ومنها ميليشيات البشمركة الكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وقالت مصادر مطلعة في الفلوجة ان عددا من اهالي المدينة رفعوا دعوى قضائية ضد مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وجلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني. وصرّحت تلك المصادر بأنه في اعقاب الحرب الاخيرة التي شنّت ضد الفلوجة والتي شاركت فيها عناصر من قوات البشمركة الكردية فإن عددا من أهالي الفلوجة يتهمون هذه القوات بقتل النساء والاطفال عن طريق القنص». وأضافت المصادر ان هذا الامر دفع عددا كبيرا من أقرباء هؤلاء الضحايا الى رفع دعوى قضائية ضد الزعيمين الكرديين اللذين دفعا بقواتهما للمشاركة في هذه المعركة. وأكّدت المصادر ان الدعوة سترفع عبر قضاء الفلوجة للنظر فيها ومعرفة ما إذا كان بالامكان استدعاؤهما للمثول امام القضاء.