أثبتت أحدث أبحاث مرض السرطان في العالم أن كل إنسان لديه خلايا سرطانية داخل جسمه. هذه الخلايا لا تبرز في التحاليل والاختبارات المعملية العادية إلاّ بعد أن تتكاثر ويصل بعضها الى بضعة ملايين. والأسئلة التي يمكن طرحها في هذا الصدد، هي ماهي الظروف التي تساعد على انتشار هذا المرض بالجسم؟ وخلافا لطرق المعالجة الكيمياوية والجراحة، هل يمكن اعتبار الثقافة الغذائية حلاّ أوليا ناجعا لاجتناب الاصابة بهذا المرض الخبيث؟ للإجابة عن هذه التساؤلات اعتمدنا آراء أهل الاختصاص. السيدة صوفية اللوز شبشوب دكتورة مختصّة في فيزيولوجيا التغذية وأستاذة بالمعهد الأعلى للتكنولوجيات الصحية بتونس تقول: بأنّ الخلايا السرطانية تظهر ما بين 6 الى 10 مرات في حياة الفرد، وعندما يكون الجهاز المناعي للشخص قويّا فإنّ الخلايا السرطانية يتم تدميرها في هذه الحالة وتمنع من التكاثر وتكوين الأورام. وتضيف أنه عندما يصاب الشخص بهذا المرض، فإنّ هذا يشير الى أوجه نقص غذائية متعدّدة وهذه عادة ما تكون بسبب عوامل جينية أو بيئية أو غذائية أو بسبب نمط الحياة الذي يعيشه الانسان. ولذلك استوجب تغيير نوعيّة الطعام واضافة مكمّلات يمكن أن تقوّي الجهاز المناعي للتغلّب على أوجه النقص الغذائية المتنوعة. العلاج الكيميائي والإشعاع وتؤكد الدكتورة صوفية بأنّ العلاج المبدئي والأوّلي الكيميائي والاشعاع غالبا ما يؤديان الى تقليل حجم الورم ولكن الاستخدام المطوّل للكيميائي والاشعاع لا يسفر عن أي تدمير اضافي له. وتضيف بأن هذين النوعين من العلاج يدفعان الخلايا السرطانية الى التحوّر وإن زادت مقاومتها يصبح من الصعب التخلص منها، والجراحة أيضا من شأنها أن تجعل الخلايا السرطانية تنتشر في أماكن أخرى. اختلال التوازن الغذائي تؤكد الدكتورة أيضا بأنّ اختلال التوازن الغذائي ينتج الأورام الخبيثة وتفسّره على أنه حدوث تفاوت بين المكونين oméga6 وoméga3 الموجودين بالدّهنيات. وتشير الى أنّ الخلايا السرطانية تتغذى من السكر والامتناع عن تناول السكر يقطع على هذه الخلايا مصدرا غذائيا هاما، وتذكر بأنه وحسب احصائيات سنة 1830، فإن نسبة استهلاك الانسان عالميا من السكريات كانت لا تتجاوز 5كلغ /لكل شخص أما اليوم فقد تطوّرت لتصل الى 70 كلغ/لكل شخص سنة 2000. وتعود لتقول بأنه من المفروض وفي حالة سليمة أن 1= oméga6 / oméga3، ولكن في حالات الاصابة هذا الاختلال بين المكوّنين يقوّي الالتهابات (Les inflammations) ويدعّم تخثّر الدم وهو ما يعبر عنه ب(la coagulation du sang) ويساهم بالتالي في تكاثر الخلايا وخاصة السرطانية منها (التي تختار أن تنمو وتترعرع في هذه المنطقة) وتقدّم السيدة صوفية نسبا لبعض الاختلالات الموجودة ببعض المواد الغذائية حسب دراسة نشرت بمجلة (نيو أنقلند للصحة 1960 2000). الزبدة: oméga6 ترتفع ب3 مرات على oméga3 لحوم البقر: ارتفاع ب15 مرة في oméga6 البيض: ارتفاع ب30 مرة في oméga6 على oméga3 وتعزو الدكتورة هذه الاختلالات الى مصادر هذه المنتوجات وخاصة العلف المركز الذي تستهلكه الحيوانات اضافة الى كميّات الهرمونات المدعّمة. كما ترى أنّ بعض المنتوجات المستهلكة والتي يتمّ تحضيرها باستعمال مكثف للشحوم الهيدروجينية لها دور في انتشار المرض. تجويع الخلايا السرطانية تؤكد الدكتورة بأنّ الطريقة الفعّالة لمحاربة السرطان تتمثل في تجويع الخلايا السرطانية بحرمانها من الأطعمة التي تحتاجها للتكاثر ومن المعلوم أن الخلايا السرطانية تنتعش في البيئة الحامضية والنظام الغذائي الذي يحتوي على اللحوم هو نظام حامضي ومن الأفضل أكل السمك وقليلا من الدجاج. وتفسر لتقول بأنّ اللحم أيضا يحتوي على المضادّات الحيوية للماشية وهرمونات النمو والطفيليّات والتي تعتبر كلها ضارة وخاصة لمرضى السرطان. وعليه فإن النظام الغذائي الذي يحتوي على 80٪ من الخضروات الطازجة والعصائر والحبوب الكاملة والبذور والمكسّرات وقليل من الفواكه تساعد على وضع الجسم في بيئة سليمة. وال20٪ يمكن أن يكون من الطعام المطهي المشتمل على البقوليات. وتضيف بأن تجنّب القهوة والشاي الأحمر والشوكولاتة والتي تحتوي على نسبة عالية من الكافين واستبدالها بالشاي الأخضر الذي يعتبر بديلا أفضل ويحتوي على خصائص مقاومة للسرطان وحسن تحضيره أي وضع الماء والشاي ثم تتمّ التغلية لمدة تتراوح من 5 الى 10 دقائق ثم الاستهلاك في وقت لا يتجاوز الساعة. ويمكن للمصاب تناولها من 4 الى 6 مرات في اليوم وذلك جيّد حسب تقديرها.