إشكاليات عديدة يعيشها الفنانون قد تؤدي بعضها الى المشاحنات الخفيّة فيما بينهم، ولعلّ أهمها الأجور التي يتقاضونها عن إحياء الحفلات أو المشاركة في المسلسلات حتى أن البعض منهم ينسحب من مسلسل أو يرفض المشاركة في مهرجان لأن زميله تقاضى مبلغا أكثر منه ولعلّ انسحاب الممثل محمد علي بن جمعةمن مسلسل «مكتوب2» بسبب أجره الذي يقل بمائة دينار تقريبا عن أجر الممثل ظافر العابدين خير دليل على ذلك والأمثلة كثيرة خاصة في المهرجانات الصيفية. وحول هذه الأجور التي يتقاضاها الفنانون «الشروق» اطلعت على بعضها خاصة أنهم يعيشون اليوم على أبواب المسلسلات الرمضانية والمهرجانات الصيفية. حسب الدور يتراوح أجر الممثل في اليوم الواحد من 150 دينار الى 500 دينار وذلك حسب نجوميته وأهمية الدور الذي يلعبه، وتقول الممثلة منية الورتاني أنا «ماندلّلش» المهم أني أشتغل وعن مشاركتها في مسلسل صليحة تضيف: «أتقاضى 350 دينارا في اليوم يخصم منها 15٪ أداءات». منية تشارك في هذا المسلسل الرمضاني لمدة 3 أيام وهي بصدد انتظار العروض للمشاركة في أعمال أخرى. «أجور محترمة» يتقاضاها ممثلو «كاستينغ»، هذا ما صرح به مصدر من كاكتيس دون التصريح بالمبالغ المحدّدة التي يتقاضاها أبطال هذا المسلسل، لكن ما يعرف عن هذه الشركة أنها توفر الأجور المحترمة كما يُشاع. وحسب بعض المصادر علمنا أيضا أن كمال التواتي من الممثلين المتحصلين على أكبر «كاشي» في حين تتراوح الأجور الأخرى لبعض الممثلين بين 20 و50 ألف دينار. غير مستقرّة أجور الممثلين غير مستقرّة ويراها البعض مقياسا للنجومية ويفاوض البعض الاخر عليها وينسحب أحدهم من دور من أجل أجره الزهيد، وتبقى أزمة الأجور من أبرز المشاكل التي يعاني منها بعض الفنانين ويقول بعض المنتجين أن أجر الممثل يحدّد حسب امكانياته الفنية والقدرة المالية للشركة المنتجة. حسب النجومية نفس الشيء بالنسبة للفنانين فأجورهم تعتمد حسب المهرجانات ويعدّ مهرجان قرطاج الأول في توفير الأجور العالية وتختلف هذه الأجور العالية من فنان الى آخر وحسب بعض المصادر يتقاضىالفنان صابر الرباعي بين 30 و35 ألف دينار والفنان لطفي بوشناق تقريبا 20 ألف دينار، في حين تصل أجور كلّ من محمد الجبالي وزياد غرسة وعلياء بلعيد في مهرجانات أخرى الى 8 آلاف دينار. ويتقاضى كل من عبد الوهاب الحنّاشي وحسين العفريت وهشام النقاطي وفيصل الرياحي.. 5 آلاف دينار فما فوق. هذا الاختلاف في الأجور مقاييسه متعدّدة ولعلّ أبرزها أهمية المهرجان ونجومية الفنان. على الصعيد العربي أما على الصعيد العربي، فإنّ أجور الممثلين المصريين تعدّ أضعاف أجور الممثلين التونسيين ولعلّ أبرزها أجر الممثل نورالشريف 6 ملايين جنيه عن دوره في الجزء الثاني من مسلسل «الدّالي» وأحمد السقا 5 ملايين جنيه نظير قيامه بتقديم حلقات برنامج الجذور مع الفنان أحمد رمزي والذي سيصور قصّة حياته ومشوار 50 سنة سينما. أما الممثل محمود ياسين فأجره 3 ملايين جنيه عن بطولة مسلسل «ماما في القسم» مع الفنانة سميرة أحمد ويتقاضى الفنان خالد صالح عن مسلسل «ابن القنصل»، 3 ملايين جنيه ونفس المبلغ بالنسبة للممثلة غادة عبد الرزاق عن بطولة شريط «اشحلي واغرطلك».. «مليون ونصف» هو أجر الممثلة صبرين عن بطولة مسلسل «العنيدة» وخمسمائة ألف جنيه تتقاضاها الممثلة السورية جومانة مراد. هكذا إذن، لا استقرار في أجور الفنانين التي تختلف حسب عدّة مقاييس وبتدخل عدّة أطراف وخاصة الشركة المنتجة، لكن تبقى نجومية الفنان هي المقياس الأكبر للأجر ويبقى الفنان هو المتستّر الأول عن هذا الأجر لسببين: الأول ضعف الأجر الذي يشكل له عقدة أمام الآخرين وخاصة زملاء المهنة، والسبب الثاني الخوف من «الحسد» عندما يكون الأجر عال.