بدأت فكرة مشروعه الريادي بتشخيص عملي للحالة الجامدة التي أصبح عليها عدد كثير من مواقع النت التونسية...هذا التشخيص رافقه تحليل واقعي للأرضية الملائمة التي تمتاز بها تونس في مجال تكنولوجيا المعلومات...وكانت النتيجة ان كل موقع جامد غير مُحيّن هو موقع «ميّت» يساهم في خلق فجوة رقمية في بلد كان له الامتياز لاحتضان قمة مجتمع المعلومات في نوفمبر 2005. بَدتْ النتيجة مُؤسفة جدا للخبير السيد معز الصوابني رئيس الجمعية التونسية للانترنت الذي انطلق في تنفيذ فكرته وهي تحسيس أصحاب المواقع بتحيين واجهات مواقعهم. يتحدث السيد معز الصوابني ل«الشروق» قائلا: «جيل اليوم هو جيل الانترنت وليس من الصدفة أن نجد أكثر من مليون تونسي يمتلك حسابا شخصيا على الموقع الاجتماعي «فايس بوك»... كما أن هناك مؤشرات عالمية وإقليمية تؤكد المكانة المتميزة لتونس في مجال تكنولوجيا المعلومات...وبلادنا تحتل المرتبة الاولى إفريقيا بحسب تقرير دافوس الأخير». المواقع «الميّتة» هذه المؤشرات دعّمها السيد معز الصوابني بعزيمة الجمعية التونسية للانترنت لتَخطّي عثرة المواقع «الميّتة» ورغبة قناة 21 (برنامج ق نت الذي يُبثُّ مساء كل يوم جمعة) والإذاعة الثقافية (مقهى الثقافة الرقمية) وبعض وسائل الإعلام في نشر الثقافة الرقمية...لتبدأ منذ أيام قليلة مرحلة تنفيذ المشروع. العودة الجامعية 20032004 هو العنوان البارز الذي تصدر موقع كلية العلوم ببنزرت حتى أيام قليلة على العنوان www.fsb.rnu.tn»... ولم تكن مهمة السيد معز الصوابني وفريق برنامج (ق نت) على قناة 21 مستحيلة...فبمجرد تسليط الضوء على الموقع من خلال البرنامج تفاعل القائمون على الكلية وقاموا بتحيينه وتجديده ليصبح موقعا ديناميكيا بعد أن كان عكس ذلك. الشيء نفسه تقريبا من حيث التفاعل مع الفكرة, حدث مع موقع الجمعية التونسية للمدققين التي تفاعلت وحضر كاتبها العام في الأسبوع الثاني لانطلاق حصة التحسيس بتحيين المواقع ببرنامج (ق نت)... ليكشف عن عنوانين للجمعية على النت... واقتصار الجمعية بتحيين موقع دون أخر وكان من ثمرة البرنامج ان تم تسليط الضوء على طريقة ربط العنوان الأول غير المُحيّن على العنوان الثاني المُحيّن. الموقع الثالث كان للمعهد العالي لفنون الملتيميديا الذي يشكو من محتويات غير مُحيّنة تعود إلى سنة 2008 أي قبل أن ينتقل مقر المعهد إلى المركب الجامعي بمنوبة. أفاق لتشغيل الخرّيجين وبالإضافة الى هذه المواقع سلط البرنامج الضوء على مواقع أخرى منها نذكر منها المعهد العالي لإطارات الطفولة بدرمش وغيره. وتتواصل الرحلة التي ستشمل مواقع المؤسسات الإدارية والجامعية والجمعيات والوزارات والإدارات وغيرها. وهي مواقع لمؤسسات يفترض أن تكون شريكا وداعما لمجهودات الدولة في القضاء على الفجوة الرقمية وليس العكس. وهي مواقع من جملة أكثر من ثمانية آلاف موقع مُسَكّنة في تونس. ويتحدث السيد معز الصوابني قائلا: «يجب التحذير من مخاطر هذه المواقع غير المُحيّنة التي يمكن قرصنتها بسبب إحتوئها على برمجة قديمة يمكن اختراقها. كما أنها تغيب من محركات البحث العالمية على النت للسبب نفسه». ويختم السيد معز الصوابني حديثه بالتأكيد على أن فكرة التحسيس بتحيين المواقع التونسية ستفتح الأفاق لتشغيل خريجي الشعب ذات العلاقة وتعطي صورة حقيقية وواضحة عن واقع المؤسسات والجمعيات والوزارات والإدارات وغيرها. كما تساهم في القضاء على الفجوة الرقمية.