لم تعرف اللقاءات الأدبية، لضيوف معرض تونس الدولي للكتاب، حضورا جماهيريا كالذي عرفه لقاء مساء أول أمس مع الكاتبة الجزائرية «أحلام مستغانمي» باستثناء طبعا اللقاء الأدبي مع «باولو كويلهو» في السنة قبل الفارطة. أحلام مستغانمي كانت نجمة بأتم معنى الكلمة، مساء أول أمس بمعرض الكتاب، بقصر المعارض بالكرم فالاقبال الجماهيري فاق التوقعات وقاعة الندوات التي احتضنت اللقاء لم تتسع للوافدين من إعلاميين ومن عشاق الكاتبة الجزائرية المولودة بتونس حتى انه تعذّر على الصحفيين او بعضهم، أداء واجبهم في ظروف مهنية عادية او شبه عادية. نجمة الدورة كانت أحلام تتوسط كوكبة من الساهرين على التنظيم وهم يلبسون بدلات أنيقة وكأنها فنانة او ممثلة عالمية، الا ان مستغانمي كسّرت القاعدة لما تهافت لاستقبالها عدد كبير من المعجبين بكتاباتها وغصّت قاعة الندوات بقرائها الذين تحمّلوا درجة الحرارة المرتفعة بتلك القاعة، ولم يغادروها اطلاقا، بل ظلوا ينتظرون انتهاء اللقاء ليحصلوا على إمضائها وإهدائها في كتبها التي اشتروها من بهو القاعة حيث كانت معروضة للبيع. ذلك هو حق عشاقها وقرائها عليها وهو معطى إيجابي لأنه يستقيم دليلا حيويا على أن الكتاب مازال يحافظ على مكانته والقارئ العربي لازال في علاقة حميمة مع الكتاب ولو ان الأمور دائما تظل نسبية. يفتح الستار!!! هذا الإقبال الكبير الذي شهده اللقاء الأدبي مع الكاتبة الجزائرية احرج الساهرين على التنظيم فاضطروا الى فتح الستار الذي كان يفصل القاعة المخصصة للقاء عن قاعة أخرى كما شاهد القادمون الى المعرض والذين لم يصعدوا الى قاعة الندوات في الطابق الاول اللقاء على شاشة عملاقة في مدخل معرض تونس الدولي للكتاب، ورغم ذلك كان من الصعب الاستماع الى ما قرأته مستغانمي في لقائها بجمهورها. عائلة مستغانمي حاضرة.. أحلام مستغانمي قالت إنها تحيّي «سي عزّوز» الذي قدّم شهادة عن أستاذه محمد الشريف مستغانمي الذي درّسه بمعهد «معقل الزعيم» والذي صرّح في شهادته ان القاعة التي كان يدرّس بها أستاذه وهو والد أحلام مستغانمي سميّت باسمه وهو ما أسعد الكاتبة الجزائرية التي أكدت أنها تعرّفت على تلميذ والدها عن طريق ال«فايس بوك» وقالت حرفيا: «إنها معجزات الفايس بوك» كما حيّت كل من حضر من تلاميذ والدها وحيّت والدتها التي حضرت رغم ظروفها الصحية الصعبة، بالاضافة الى حضور ابنها الذي رافقها طوال الندوة وكان لا يفوّت فرصة التقاط صور تذكارية تؤكد حفاوة الترحاب الذي عرفته والدته وهي ضيفة على معرض تونس الدولي للكتاب. ابنة سيدي محرز والسيدة المنوبية أحلام مستغانمي قالت في كلمتها: «أنا بنت سيدي محرز والسيدة المنوبية.. وأي حظ ان تكون جزائريا واي حظ ان تولد في قلب تونس..» وواصلت حديثها عن الحظ قائلة: «حكم عليّ أبي بالحلم المؤبد لما أطلق عليّ اسم «أحلام». إذن، اللقاء بمثابة «اللمّة» العائلية، عاشت خلالها أحلام مستغانمي لحظات لا تنسى في حياتها بين أهلها ومحبيها، في قاعة تميّزت بارتفاع حرارتها او هي حرارة الدفء العائلي وتوهّج نار العشاق... من قرّاء الكاتبة الجزائرية المولودة في تراب تونس الخضراء.