منذ أيام قليلة وبالتحديد قبل نصف نهائي الكأس، كانت جماهير «البقلاوة» تتغنى بفريقها فوصف محمد الدرويش بصاحب «الاختراعات» وباتريك لويغ ب«الجنرال» ودفاع الفريق بالأفضل في تونس... ولكن بعد ذلك انقلبت الأمور رأسا على عقب وقد تجلّى ذلك من خلال ما حصل مع قائد الفريق خالد الزعيري وزميله محمد الجديدي اللذين تعرضا إلى السب والشتم من قبل جماهير البقلاوة... «الشروق» تحدثت إلى اللاعبين وتركت لهما المجال للحديث في هذا الموضوع. محمد الجديدي عبّر عن تألمه الكبير لما حصل له وقال: «لقد بلغ الأمر حدا لا يطاق لأنني شخصيا لم أكن أتوقع أن تتم معاملتي بتلك الطريقة بعد أن رفعت يوما ما على الأعناق وتغنت بي الجماهير ومنحتني لقب أفضل لاعب في الموسم الماضي. وأضاف: «من غير المعقول أن تتغيّر الأمور بمثل هذه الطريقة وتصل إلى مستوى التجريح وأقولها صراحة ما حصل لي في باجة من جمهور الملعب التونسي لم أتعرض له طوال حياتي وفي أي فريق لعبت فيه.. لكنني أعرف أن هذه الفئة لا تمثل جمهور الملعب التونسي الكبير وإذا كانت بعض الجماهير قد تصرفت معي بتلك الطريقة لأنني لم أجدّد عقدي إلى الآن، فهل بمثل هذه الكيفية يعتقدون أنهم سيشجعونني من أجل تجديد العقد؟ وهل يتوقعون مني أن أوافق بسهولة على تجديد العقد في مثل هذه الظروف؟ هناك طرق أخرى للاحتجاج والملعب التونسي أكبر من ذلك وعلى الجماهير التفكير في مستقبل فريقها لأن الأسماء زائلة واسم النادي هو الذي يبقى. خالد الزعيري: لا أقبل التجريح قائد الملعب التونسي تحدث ل«الشروق» عمّا حصل مبرزا موقفه قائلا: «هذه الفئة لا تمثل جمهور الملعب التونسي بأي شكل من الأشكال لأن من تحول إلى باجة تحول من أجل نية مبيتة وهي تجريح اللاعبين والاعتداء اللفظي عليهم وليس من أجل تشجيع الفريق، الذي هو في أمس الحاجة إلى الدعم في مثل هذه الأوقات. أنا أستغرب من أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة بمجرد السقوط في مباراة نصف نهائي الكأس ينسى الجميع ما قدمه خالد الزعيري للفريق طيلة ست سنوات متتالية حيث لم أبخل على فريقي الأم بأي نقطة عرق ولم أكن أتصور أن يقابلني البعض بمثل هذا الجحود. تألمت كثيرا لأن الأمر وصل حدّ التجريح وطال والدتي رحمها الله فأي طعم للكرة في تونس في ظل هذه الظروف... أريد أن أقول لهؤلاء أنهم لا يحبون الملعب التونسي وأن شخصية خالد الزعيري قوية ولا تتأثر ولكن على هؤلاء أن يعلموا أن دوام الحال من المحال وأن خالد الزعيري أو غيره عابر سبيل لكن ما يبقى هو الملعب التونسي.